جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، و «أن» المقدرة بعد {حَتّى} والفعل (جعل) في تأويل مصدر في محل جر ب: {حَتّى} والجار، والمجرور متعلقان بالفعل {زالَتْ،} وجملة: {فَما زالَتْ تِلْكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (١٦)}
الشرح: قال البيضاوي-رحمه الله تعالى-في تفسير الآية: وإنما خلقناها مشحونة بضروب البدائع، تبصرة للنظار، وتذكرة لذوي الاعتبار، وتسببا لما ينتظم به أمور العباد في المعاش، والمعاد، فينبغي أن يتسلقوا به إلى تحصيل الكمال، ولا يغترّوا بزخارفها، فإنها سريعة الزوال.
وقال الخازن-رحمه الله تعالى-: معناه: ما سوينا هذا السقف المرفوع، وهذا المهاد الموضوع، وما بينهما للّعب، واللهو؛ وإنما سويناهما لفوائد، منها: التفكر في خلقهما، وما فيهما من العجائب والمنافع؛ التي لا تعد ولا تحصى.
الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {خَلَقْنَا:} فعل، وفاعل.
{السَّماءَ:} مفعول به. {وَالْأَرْضَ:} معطوف على ما قبله. (ما): اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على ما قبله. {بَيْنَهُما:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، والهاء في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {لاعِبِينَ:} حال من (نا) منصوب... إلخ، وجملة: {وَما خَلَقْنَا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
{لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنّا إِنْ كُنّا فاعِلِينَ (١٧)}
الشرح: {لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً:} اللهو: المرأة بلغة أهل اليمن، وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: اللهو: الولد. وقال الجوهري: وقد يكنى باللهو عن الجماع. قال القرطبي: ومنه قول امرئ القيس: [الطويل]
ألا زعمت بسباسة اليوم أنّني... كبرت وألاّ يحسن اللهو أمثالي
{لاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنّا} أي: من عندنا من الحور العين، لا من عندكم من أهل الأرض، والمراد به الرد على المشركين؛ الذين قالوا: الأصنام بنات الله، وبعضهم يقول: الملائكة بنات، وفيه الرد أيضا على النصارى في دعواهم المسيح ابن الله. {إِنْ كُنّا فاعِلِينَ} أي: ولكن لسنا بفاعلين لاستحالة اللهو علينا بجميع أنواعه من زوجة، وولد، ونحوهما؛ لأنه لا يليق بمقام الربوبية.
الإعراب: {لَوْ:} حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {أَرَدْنا:} فعل، وفاعل، والمصدر المؤول من: {أَنْ نَتَّخِذَ} في محل نصب مفعول به. {لَهْواً:} مفعول به، وجملة: {أَرَدْنا..}. إلخ