الشرح:{كَذَّبَتْ عادٌ:} هم قوم هود، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. انظر الاية رقم [٥٠] من سورة (النجم). هذا؛ وقال الجمل: لم يتعرض لكيفية تعذيبه لهم مسارعة إلى بيان ما نزل بهم من العذاب، فإن قيل: لم لم يقل: فكذبوا هودا، كما قال في قصة نوح:
{فَكَذَّبُوا عَبْدَنا؟} أجيب بأن تكذيب قوم نوح أبلغ لطول مقامه فيهم، وكثرة عنادهم. وإما لأن قصة عاد ذكرت مختصرة. انتهى. من هنا وهناك.
الإعراب:{كَذَّبَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث. {عادٌ:} فاعل، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، وتقدم إعراب:{فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ،} فلا حاجة إلى إعادته.
الشرح:{إِنّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً} أي: ريحا باردة شديدة البرد، أو شديدة الصوت والهبوب، فمن الأول قول الحطيئة:[البسيط] المطعمون إذا هبّت بصرصرة... والحاملون إذا استودوا على النّاس
استودوا: سئلوا الدية. ومن الثاني (أي شدة الصوت) قوله تعالى في سورة (الذاريات)[٢٩]: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ..}. إلخ وقال مكي: أصله: (صرّرا) من صرّ الشيء إذا صوت، لكنهم أبدلوا من الراء الثانية صادا. {فِي يَوْمِ نَحْسٍ} أي: مشؤوم من الشؤم، وهو ضد السعد، قال الشاعر:[الطويل] سواء عليه أيّ حين أتيته... أساعة نحس تتّقى أم بأسعد؟
هذا؛ وقد قال تعالى في سورة (فصلت) رقم [١٦]: {فِي أَيّامٍ نَحِساتٍ} حيث فسر بمتتابعات، ومعنى {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ:} دائم الشؤم استمر عليهم بنحوسه، واستمر عليهم فيه العذاب والهلاك، وكان يوم الأربعاء آخر الشهر. ويوم الأربعاء أرسل الله الرياح العاتية على جيش قريش يوم الأحزاب، وكان الرسول صلّى الله عليه وسلّم قد دعا، وسأل الله من فضله في ذلك اليوم بقوله:
«يا صريخ المكروبين، يا مجيب المضطرّين، اكشف همّي، وغمّي، وكربي، فإنك ترى ما نزل بي، وبأصحابي». وكان ذلك بين الظهر، والعصر، فاستجيب له صلّى الله عليه وسلّم. ومن ثمّ كان جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-يدعو في مهماته في ذلك اليوم، في ذلك الوقت، وكان يتحرّى ذلك