للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله. {عَلى مَنْ:} متعلقان بالفعل {يُنَزِّلُ،} و {مِنْ} تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر ب‍: {عَلى،} وجملة: {يَشاءُ} صلة {مِنْ،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: على الذي، أو على شخص يشاؤه. {مِنْ عِبادِهِ:} متعلقان بمحذوف حال من المفعول المحذوف، والهاء في محل جر بالإضافة، {أَنْ:} مفسرة، وأجيز اعتبارها مصدرية، كما أجيز اعتبارها مخففة من الثقيلة. {أَنْذِرُوا:} أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {أَنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {لا:} نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». {إِلهَ:} اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، والخبر محذوف، تقديره: موجود. {إِلاّ:} حرف حصر، لا محل له.

{أَنَا:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع، وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: كونه بدلا من اسم {لا} على المحل؛ إذ محله الرفع على الابتداء، وثانيها: كونه بدلا من {لا} وما عملت فيه؛ لأنها مع ما بعدها في محل رفع بالابتداء، وثالثها: كونه بدلا من الضمير المستكن في الخبر المحذوف، وهو الأقوى، والجملة الاسمية: {لا إِلهَ إِلاّ أَنَا} في محل رفع خبر أن، وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به، وجملة: {أَنْذِرُوا..}. إلخ مفسرة ل‍: (الروح) على اعتبار {أَنْ} مفسرة، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول ما بعدها بمصدر في محل جر بدلا من (الروح)، أو في محل نصب بنزع الخافض، وعلى اعتبارها مخففة من الثقيلة، فاسمها ضمير الشأن محذوف، والجملة الفعلية في محل رفع خبرها، وتؤول مع اسمها وخبرها بمصدر محله مثل التقدير الأول. {فَاتَّقُونِ:} الفاء: الفصيحة. (اتقون): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله. والنون للوقاية. وياء المتكلم المحذوفة مفعوله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب لشرط غير جازم؛ إذ التقدير: وإذا كان ذلك حاصلا وواقعا فاتقون، وانظر الآية السابقة، وجملة: {يُنَزِّلُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها على جميع أوجه القراءات، ما عدا القراءة (ينزل) فإنه يجوز اعتبارها حالا أيضا من لفظ الجلالة، والرابط: رجوع الفاعل إليها كما رأيت. تأمل، وتدبر.

{خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ (٣)}

الشرح: {خَلَقَ:} أنشأ وأوجد، والفرق بين خلق، وجعل الذي له مفعول واحد: أن الخلق فيه معنى التقدير: والجعل فيه معنى التضمين؛ ولذا عبر سبحانه في كثير من الآيات عن إحداث النور، والظلمات بالجعل، فقال: {وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ} تنبيها على أنهما لا يقومان بأنفسهما كما زعمت المجوس، بخلاف الخلق؛ لأن فيه معنى الإيجاد، والإنشاء، ولذا عبر سبحانه في كثير من الآيات عن إيجاد السموات والأرض بالخلق، وخصهما جلت قدرته بالذكر هنا، وفي كثير من الآيات؛ لأنهما أعظم المخلوقات فيما يرى العباد، وجمع السموات دون

<<  <  ج: ص:  >  >>