الشرح:{وَماذا عَلَيْهِمْ..}. إلخ: أي: وأيّة تبعة، ومؤاخذة، ووبال عليهم في الإيمان بالله، واليوم الآخر؟! والجواب: لا تبعة، ولا ضرر عليهم. والمراد: الذمّ، والتّوبيخ للذين أعرضوا عن الإسلام؛ لأنّ الواقع كلّ مصلحة، ومنفعة موجودة في الإيمان بالله واليوم الآخر، وهذا كقولك للعاقّ: ما ضرّك لو كنت بارّا بوالديك؟! وقد علم: أنّه لا مضرّة في البرّ، والإحسان للوالدين، ولكنّه ذمّ، وتوبيخ. {وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً:} تهديد، ووعيد للّذين أعرضوا عن الإيمان بالله، واليوم الآخر... إلخ.
الإعراب:{وَماذا:} الواو: حرف استئناف. ({ما}): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ({ذا}): اسم موصول بمعنى الّذي مبني على السكون في محل رفع خبره.
{عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلّقان بمحذوف صلة ({ذا}). هذا؛ ويجوز اعتبار ({ماذا}) اسما مركبا مبنيّا على السكون في محل رفع مبتدأ، والجار والمجرور:{عَلَيْهِمْ} متعلّقان بمحذوف خبره، والجملة الاسمية على الاعتبارين مستأنفة، لا محلّ لها. {لَوْ:} مصدرية تؤوّل مع ما بعدها بمصدر. {آمَنُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {بِاللهِ:}
متعلقان بما قبلهما. {وَالْيَوْمِ:} معطوف على ما قبله. {الْآخِرِ:} صفة ({الْيَوْمِ}). و ({لَوْ}) والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جرّ بحرف جر محذوف. انظر تقديره في الشّرح. وقيل: هي الامتناعية جوابها محذوف، التقدير: لو آمنوا؛ لم يضرّهم الإيمان شيئا. والأول أقوى.
{وَأَنْفَقُوا:} معطوف على: {آمَنُوا،} ويقدّر مثله بمصدر، انظر الشرح. {مِمّا:} متعلقان بما قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة. {رَزَقَهُمُ اللهُ:} فعل ماض، ومفعوله الأول، وفاعله، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: وأنفقوا من الذي، أو من شيء رزقهم الله إيّاه. {وَكانَ اللهُ بِهِمْ عَلِيماً:} إعرابها واضح إن شاء الله.
والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها. {بِهِمْ:} جار ومجرور متعلّقان ب {عَلِيماً} بعدهما.
الشرح:{إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ} أي: إنّ الله لا يبخس الناس، ولا ينقصهم من ثواب عملهم وزن ذرّة، بل يجازيهم بها، ويثيبهم عليها، فهو كقوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}. وفي صحيح مسلم: عن أنس-رضي الله