للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتقدم بضم الذال، وهو بفتحها بمعنى النصيب، قال تعالى في سورة (الذاريات) رقم [٥٩]:

{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ} وذنوب بفتحها: الدلو العظيمة في الأصل، قال الراجز: [الرجز]

إنّا إذا شاربنا شريب... له ذنوب، ولنا ذنوب

فإن أبى كان له القليب

الإعراب: {وَتَوَكَّلْ:} الواو: حرف استئناف. وقيل: عاطفة. (توكل): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {عَلَى الْحَيِّ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة {الْحَيِّ،} وجملة: {لا يَمُوتُ} صلة الموصول، لا محل لها من الإعراب. (سبح): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {بِحَمْدِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر، التقدير: سبح ملتبسا بحمده تعالى. وهو أولى، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وجملة: {وَسَبِّحْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {وَكَفى:} الواو: حرف استئناف. (كفى): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {بِهِ:} الباء: حرف جر زائد، والضمير فاعل (كفى)، فهو مجرور لفظا مرفوع محلا.

{بِذُنُوبِ:} متعلقان ب‍: {خَبِيراً} بعدهما، و (ذنوب) مضاف، و {عِبادِهِ} مضاف إليه، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، {خَبِيراً:} تمييز لجملة (كفى به)، وقيل: حال، والأول أعرف في مثل ذلك، وجملة: {وَكَفى..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ثُمَّ اِسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً (٥٩)}

الشرح: {الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيّامٍ:} من أيام الدنيا، أي في قدرها؛ لأنه لم يكن ثمة شمس، ولو شاء لخلقهن في لمحة البصر، والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت، والتأني في الأمور. هذا؛ وما ذكر من أن الله ابتدأ الخلق يوم الأحد، وفرغ منه يوم الجمعة عصرا، فخلق الأرض في يومين: الأحد، والاثنين، وما بينهما في يومين: الثلاثاء، والأربعاء، والسموات في يومين: الخميس، والجمعة، كل ذلك لم يثبت، قاتل الله اليهود، فإنهم يقولون: استراح ربنا يوم السبت؛ فلذا اختاروه للراحة والعبادة، وقال {بَيْنَهُما،} ولم يقل: بينهن؛ لأنه أراد الصنفين، أو النوعين، أو الشيئين، كقول القطامي: [الوافر]

ألم يحزنك أنّ حبال قيس... وتغلب قد تباينت انقطاعا

<<  <  ج: ص:  >  >>