للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مستتر تقديره: «أنت». {فِيها:} متعلقان بالفعل قبلهما و {أَلاّ تَجُوعَ} في تأويل مصدر في محل نصب اسم {إِنَّ} مؤخر، التقدير: إن لك عدم الجوع في الجنة. {وَلا:} الواو: حرف عطف.

(لا): نافية، أو زائدة لتأكيد النفي. {تَعْرى:} معطوف على ما قبله منصوب مثله، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل تقديره: «أنت». {وَأَنَّكَ:} الواو: حرف عطف.

(أنك): حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمها، وجملة: {لا تَظْمَؤُا فِيها} في محل رفع خبر (أنّ)، والجملة بعدها معطوفة عليها، وأن واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب معطوف على {أَلاّ تَجُوعَ} وجاز أن يكون هذا المصدر المسبوك اسما ل‍: {إِنَّ} بكسر الهمزة للفصل بينهما، ولولا ذلك لم يجز؛ حتى لو قلت: إن أن زيدا قائم لم يجز، فلما فصل بينهما جاز.

هذا؛ ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف، أو على العطف على {إِنَّ لَكَ أَلاّ تَجُوعَ} وهذه الجملة ابتدائية، أو هي تعليل للنهي، أو مستأنفة، لا محل لها على جميع الوجوه.

{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى (١٢٠)}

الشرح: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ:} الكلام على هذه الوسوسة طويل انظره في الآية رقم [٢٠] من سورة (الأعراف). {قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ:} الشجرة التي من أكل منها؛ خلّد، ولم يمت أصلا، فأضافها إلى الخلد، وهو الخلود؛ لأن الأكل منها سببه بزعمه.

{وَمُلْكٍ لا يَبْلى:} لا يزول، ولا يفنى. هذا؛ والمراد: بالشجرة: شجرة الحنطة. وقيل: هي شجرة العنب؛ لأنها أصل كل فتنة. وقيل: غير ذلك.

قال الخازن رحمه الله تعالى: الشيء الذي رغّب الله فيه آدم رغّبه فيه إبليس إلا أن الله تعالى وقف ذلك على الاحتراز عن تلك الشجرة، وإبليس وقفه على الإقدام عليها، وآدم مع كمال علمه بأن الله تعالى هو خالقه، وربه، ومولاه، وناصره، وإبليس هو عدوه؛ أعرض عن قول الله تعالى، ولم يرد المخالفة، ومن تأمل هذا السر؛ عرف أنه لا دافع لقضاء الله، ولا مانع له منه.

والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

هذا؛ ووسوس إلى الرجل: كلمه كلاما خفيا، والوسواس: الاسم من: وسوس، والوسواس: الشيطان. والوسواس: مرض يحدث عند بعض الناس من غلبة السوداء، ويختلط معه الذهن، والموسوس في أمور الطهارة معروف لا يريد أن يمسه أحد. انظر الآية [٩٧].

هذا؛ ويروى: أن روح موسى التقت مع روح آدم على نبينا، وحبيبنا، وعليهم جميعا ألف ألف صلاة، وألف ألف سلام. فقال موسى: يا آدم أكلت من الشجرة حتى سببت لذريتك العناء والشقاء، فقال آدم: يا موسى أنت رسول الله وكليمه، أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بآلاف السنين، فحجّ آدم موسى؛ أي: غلبه بالحجة. هذا؛ ورواه مسلم عن أبي هريرة-رضي الله عنه-عن

<<  <  ج: ص:  >  >>