و (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين، مبينة على السكون في محل جر بالباء، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: بالذي، أو: بشيء تعملونه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: الله عالم بعملكم، والجملة الفعلية:{فَقُلِ..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له.
الشرح:{اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} أي: يفصل بين المؤمنين منكم، والكافرين بالثواب، والعقاب. {يَوْمَ الْقِيامَةِ:} يوم الحسرة، والندامة، وانظر الآية رقم [٤٧] من سورة (الأنبياء).
{فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} أي: من أمر الدين. هذا؛ وقال القرطبي: في هذه الآية أدب حسن، علمه الله عباده في الرد على من جادل تعنتا، ومراء ألا يجاب، ولا يناظر، ويدفع بهذا القول الذي علمه الله لنبيه صلّى الله عليه وسلّم.
الإعراب:{اللهُ:} مبتدأ. {يَحْكُمُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى {اللهُ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. {بَيْنَكُمْ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، والكاف في محل جر بالإضافة. {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله أيضا، و {يَوْمَ} مضاف، و {الْقِيامَةِ} مضاف إليه. {فِيما:} متعلقان بالفعل (يحكم) أيضا، وقيل: متعلقان بمحذوف حال، وهو ضعيف. و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر ب:(في). {كُنْتُمْ:} ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {فِيهِ:} متعلقان بما بعدهما، وجملة:(تختلفون فيه) في محل نصب خبر (كان)، وجملة:{كُنْتُمْ..}. إلخ صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط:
الضمير المجرور محلا ب:(في)، والجملة الاسمية:{اللهُ يَحْكُمُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ..}. إلخ: هذا خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ويدخل فيه كل عاقل، والمعنى: وإذا قد علمت يا محمد هذا؛ وأيقنت؛ فاعلم: أنه يعلم أيضا ما أنتم مختلفون فيه، فهو يحكم بينكم يوم القيامة في ذلك. {إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ} أي: كل ما يجري في هذا الكون، فهو مكتوب، ومسجل عند الله في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله آدم بآلاف السنين. {إِنَّ ذلِكَ} أي:
إن الفصل بين المختلفين، أو: إن كتب الحوادث في اللوح المحفوظ. {عَلَى اللهِ يَسِيرٌ:} هين.