للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صفتها، والعائد، أو الرابط: الضمير المجرور محلا بالإضافة. {عَنْ ذِكْرِنا:} متعلقان بما قبلهما، و (نا): في محل جر بالإضافة، وجملة: {وَلا تُطِعْ مَنْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها، وجملة: {وَاتَّبَعَ هَواهُ} معطوفة على جملة: {أَغْفَلْنا..}. على الوجهين المعتبرين فيها. وأيضا جملة: {وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} معطوفة عليها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنّا أَعْتَدْنا لِلظّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً (٢٩)}

الشرح: {وَقُلِ الْحَقُّ} ... {فَلْيَكْفُرْ} أي: قل يا محمد لهؤلاء الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا:

من ربكم الحق، وإليه التوفيق والخذلان، وبيده الهدى والضلال، وليس إلي من ذلك شيء، فالله يهدي إلى الحق من يشاء، وإن كان ضعيفا، ويحرمه من يشاء، وإن كان غنيا قويا، ولست بطارد المؤمنين لهواكم، فإن شئتم فآمنوا، وإن شئتم فاكفروا، وليس هذا بترخيص، وتخيير بين الإيمان، والكفر، وإنما هو وعيد وتهديد؛ أي: إن كفرتم فلكم النار، وإن آمنتم فلكم الجنة. انتهى قرطبي، وخازن بتصرف.

{إِنّا أَعْتَدْنا لِلظّالِمِينَ ناراً} أي: هيّأنا وحضّرنا للكافرين نارا يحترقون فيها، انظر التعبير عن الكافرين بالظالمين، ونحوه في الآية رقم [١٣] من سورة (إبراهيم) عليه الصلاة والسّلام. وانظر دركات النار في الآية رقم [٤٤] من سورة (الحجر). {أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها:} السرادق: السور.

وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: هو حائط من نار، فعن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «سرادق النار أربعة جدر كثف، كلّ جدار أربعون سنة». أخرجه الترمذي عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه- وقيل: هو عنق يخرج من النار فيحيط بالظالمين كالحظيرة، والمعتمد: أنه سور، أو حائط.

هذا؛ والسرادق في الأصل واحد السرادقات؛ التي تمد فوق صحن الدار، وكل بيت من قطن، ونحوه فهو سرادق. قال رؤبة. وقيل: هو للكذاب الحرمازي: [الرجز]

يا حكم بن المنذر بن الجارود... سرادق المجد عليك ممدود

يقال: بيت مسردق: إذا كان فيه ما ذكرت. وقال سلامة بن جندل يذكر أبرويز وقتله النعمان بن المنذر تحت أرجل الفيلة: [الطويل]

هو المدخل النعمان بيتا سماؤه... صدور الفيول بعد بيت مسردق

وقال الراغب: السرادق: فارسي معرب، وليس في كلامهم اسم مفرد ثالث حروفه ألف بعدها حرفان إلا هذا. {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا:} من شدة الحر، وحرارة العطش. {يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ:}

<<  <  ج: ص:  >  >>