الشرح:{إِسْماعِيلَ:} هو ابن إبراهيم الخليل، على نبينا، وعليهم ألف صلاة، وألف سلام، فصل سبحانه ذكره عن ذكر أبيه، وأخيه للإشعار بعراقته في الصبر، الذي هو المقصود بالتذكير، وهو الذبيح على المعتمد، كما رأيت في الآيات رقم [١٠٠] وما بعدها من سورة (الصافات)، والقرآن الكريم أكثر من ذكره العطر، وسيرته الحميدة، وأثنى عليه ثناء حسنا عظيما، لا خفاء فيه في كثير من السور. (اليسع): هو ابن أخطوب بن العجوز استخلفه إلياس على بني إسرائيل، كما رأيت في الآية رقم [١٢٣] من سورة (الصافات) وما بعدها، ثم استنبئ، وأيده الله بمثل ما أيد به إلياس، فآمنت به بنو إسرائيل، وكانوا يعظمونه، وينتهون إلى أمره ونهيه، وحكم الله تعالى فيهم قائم إلى أن فارقهم اليسع، عليه الصلاة والسّلام. وينبغي أن تعلم أن الله لم يذكر اسم اليسع، في غير هذه الآية، والآية رقم [٨٦] من سورة (الأنعام)، ذكره في جملة الرسل هنا، وهناك ذكرا بدون ذكر شيء من أعماله، وسيرته. ويذكر بعض المؤرخين: أن دعوته ظهرت في مدينة تسمى بانياس، إحدى مدن سورية، ولا تزال حتى الآن موجودة، وهي قريبة من بلدة اللاذقية، والله أعلم. انتهى. صابوني.
وينبغي أن تعلم أيضا: أنه قد دخلت عليه أل التعريف، كما دخلت في العباس، والفضل، والوليد، واليزيد، ونحو ذلك. خذ قول ابن ميادة في مدح الوليد بن يزيد بن عبد الملك:[الطويل] رأيت الوليد بن اليزيد مباركا... شديدا بأعباء الخلافة كاهله
وهذا هو الشاهد رقم (٧٤) من كتابنا: «فتح القريب المجيب». وخذ قول ابن مالك في ألفيته:[الرجز]
وبعض الأعلام عليه دخلا... للمح ما قد كان عنه نقلا
كالفضل والحارث والنّعمان... فذكر ذا وحذفه سيّان
أما (ذو الكفل): فكاليسع لم يذكر في غير هذه الآية، وفي الآية رقم [٨٥] من سورة (الأنبياء) ذكره الله في جملة الرسل هنا، وهناك ذكرا من غير ذكر شيء من أعماله، وسيرته، والفارق بينه وبين اليسع أن اليسع متفق على نبوته، ورسالته، أما ذو الكفل فمختلف فيه هل هو نبي، أو لا؟ فقد روى الحاكم عن وهب بن منبه: أن الله بعث بعد أيوب ابنه بشرا، وسماه ذا الكفل، وكان مقيما بالشام حتى مات، وعمره خمس وسبعون سنة. انتهى. التحبير للسيوطي.
وعبارة أبي السعود: هو ابن عم اليسع، أو هو بشر بن أيوب، واختلف في نبوته، ولقبه. انتهى.
جمل. ولم يذكر عبد الوهاب النجار في كتابه قصص الأنبياء اسم اليسع، ولا اسم ذي الكفل،