للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يطلقونها إظهارا لوقارهم، وإشعارا بأن الرمزة منهم كالتصريح من غيرهم، وعليه جرى وعد الله تعالى، ووعيده، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر وجوبا، تقديره: «أنت». {عَسى:} فعل ماض جامد مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {يَكُونَ:} فعل مضارع ناقص منصوب ب‍: «أن»، والمصدر المؤول من {أَنْ يَكُونَ} في محل رفع فاعل {عَسى،} وهو تام هنا، وإن كان من أفعال الرجاء. هذا؛ وقيل: هي الناقصة هنا، واسمها ضمير، والمصدر المؤول خبرها، وهو غير وجيه. تأمل. {رَدِفَ:} فعل ماض. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهذا على اعتبار الفعل لازما، واعتباره بمعنى: دنا، واقترب، وقد تعدى باللام، وأما على اعتباره متعديا بمعنى: تبع ولحق، فاللام زائدة، ويسميها ابن هشام لام التقوية، والكاف في محل نصب مفعول به، وإن كانت مجرورة لفظا باللام. هذا؛ وقيل: الفعل متعد، والمفعول محذوف، واللام أصلية، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، التقدير:

ردف الخلق لأجلكم، وهذا ضعيف كما ترى. {بَعْضُ:} فاعل: {رَدِفَ،} والجملة الفعلية في محل نصب خبر {يَكُونَ،} وعلى هذا فاسم {يَكُونَ} ضمير شأن محذوف، وهو قول الزمخشري، والبيضاوي، والنسفي في الآية رقم [١٨٥] من سورة (الأعراف)، وجوز السمين اعتبار {بَعْضُ} اسم {يَكُونَ} مؤخرا. وجملة: {رَدِفَ لَكُمْ} في محل نصب خبر مقدم، وعليه ففاعل: {رَدِفَ لَكُمْ} ضمير مستتر تقديره: «هو» يعود إلى متأخر لفظا، وأرى: أن الفعلين {يَكُونَ} و {رَدِفَ لَكُمْ} قد تنازعا {بَعْضُ} فالمسألة من باب التنازع، تأمل جيدا يظهر لك ذلك جليا بعونه تعالى، و {بَعْضُ} مضاف، و {الَّذِي} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية بعده صلته، والعائد محذوف؛ إذ التقدير: الذي تستعجلونه، وجملة: {عَسى..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (٧٣)}

الشرح: {وَإِنَّ رَبَّكَ:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ويعم كل عاقل. {لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ:} صاحب إنعام، وجود، وإفضال على الناس حيث لم يعاجلهم بالعقاب، والانتقام على المعاصي، والمنكرات، والفضل، والفاضلة: الإفضال، وجمعهما: فضول، وفواضل. {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ} أي: لا يعرفون حق النعمة، ولا يشكرون الله على فضله، وجوده، وكرمه، فهم يستعجلون العذاب بجهلهم. هذا؛ وقد قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ} سورة (سبأ) رقم [١٣].

الإعراب: {وَإِنَّ:} الواو: حرف استئناف (إن): حرف مشبه بالفعل. {رَبَّكَ:} اسم (إن)، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>