للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رفع خبر (إنّ) والجملة الاسمية: {إِنّا..}. إلخ مبتدأة، أو مستأنفة لا محلّ لها. {كَما:}

الكاف: حرف تشبيه وجر. (ما): مصدرية، تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جرّ بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف، التقدير: أوحينا إليك إيحاء مثل إيحائنا، وهو قول أبي البقاء، وغيره في مثل هذا التّركيب. ومذهب سيبويه في مثله النصب على الحال من المصدر المفهوم من الفعل المتقدّم على طريق الاتساع، فيكون التقدير: أوحينا إليك على مثل هذه الحالة. هذا؛ وجوز اعتبار (ما) موصولة بمعنى «الذي» فتكون الكاف اسما بمعنى «مثل» مفعولا به، وهي مضاف، و (ما) في محل جرّ بالإضافة، والجملة الفعلية بعدها صلتها، والعائد محذوف، التقدير: كالذي أوحيناه. {إِلى نُوحٍ:} متعلّقان بما قبلهما.

{وَالنَّبِيِّينَ:} معطوف على نوح مجرور، وعلامة جره الياء... إلخ. {مِنْ بَعْدِهِ:} متعلقان بمحذوف حال من: ({النَّبِيِّينَ}) والهاء في محل جر بالإضافة.

{وَأَوْحَيْنا:} فعل، وفاعل. {إِلى إِبْراهِيمَ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنّه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. والأسماء بعده معطوفة على إبراهيم مجرورة مثله. {وَآتَيْنا:} فعل، وفاعل. {داوُدَ:} مفعول به أوّل. {زَبُوراً:}

مفعول به ثان، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

{وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً (١٦٤)}

الشرح: {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ:} القصص: مصدر: قصّ فلان الحديث، يقصّه، قصّا، وقصصا، وأصله تتبّع الأثر، يقال: فلان خرج يقصّ أثر فلان، أي: يتتبّعه؛ ليعرف أين ذهب، ومنه قوله تعالى في سورة (القصص): {وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} أي: اتّبعي أثره، ومعنى:

{قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ:} سميناهم في القرآن، وعرّفناك أخبارهم من قبل نزول هذه السّورة، أو قبل اليوم. {وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ:} لم نذكرهم في القرآن. {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً} أي: بلا واسطة. وتكليم الله موسى-عليه السّلام-منتهى مراتب الوحي، خصّ به موسى من بين المرسلين، وقد فضّل الله محمدا صلّى الله عليه وسلّم بأن أعطاه مثل ما أعطى كل واحد منهم، وكلّمه في ليلة الإسراء، والمعراج بلا واسطة.

هذا؛ والنبيّون: جمع نبيّ، يقرأ بالهمز، وبدونه، وهو مأخوذ من النّبأ، وهو الخبر؛ لأنّ النبي يخبر عن ربّه. وقيل: بل هو مأخوذ من النّبوة، وهو: الارتفاع؛ لأنّ رتبة النّبيّ ارتفعت عن رتب الخلق. هذا؛ والنبيّ غير الرسول، بدليل عطفه في قوله تعالى في سورة (الحج) رقم [٥٢]:

{وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ..}. إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>