للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعن المغيرة بن شعبة-رضي الله عنه-قال: قام النبي صلّى الله عليه وسلّم حتى تورّمت قدماه، فقيل له: قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك، وما تأخّر! قال: «أفلا أكون عبدا شكورا». أخرجه الشيخان.

الإعراب: {لِيَغْفِرَ:} مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل. {لَكَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل: (يغفر). {اللهُ:} فاعله، و «أن» المضمرة والفعل: (يغفر) في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالمصدر {فَتْحاً،} أو بالفعل: {فَتَحْنا}.

{ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {تَقَدَّمَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {ما،} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {مِنْ ذَنْبِكَ:} متعلقان بمحذوف حال من فاعل: {تَقَدَّمَ،} العائد إلى: {ما،} و {مِنْ} بيان لما أبهم فيها، والكاف في محل جر بالإضافة. {وَما:} الواو: حرف عطف. (ما): معطوفة على ما قبلها. {تَأَخَّرَ:} ماض، والفاعل يعود إلى (ما)، وهو العائد، والجملة الفعلية صلة (ما).

{وَيُتِمَّ:} الواو: حرف عطف. (يتم): معطوف على (يغفر) منصوب مثله، والفاعل يعود إلى الله. {نِعْمَتَهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {عَلَيْكَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {وَيَهْدِيَكَ:} معطوف على: (يغفر) منصوب مثله، والفاعل يعود إلى (الله)، والكاف في محل نصب مفعول به. {صِراطاً:} منصوب بنزع الخافض. وقيل: هو مفعول به ثان للفعل قبله، ومثلها الاية رقم [٦٨] من سورة (النساء). {مُسْتَقِيماً:} صفة: {صِراطاً}.

{وَيَنْصُرَكَ:} معطوف على ما قبله منصوب أيضا، والكاف مفعول به. {اللهُ:} فاعله. {نَصْراً:}

مفعول مطلق. {عَزِيزاً:} صفة له.

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ وَلِلّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (٤)}

الشرح: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ} أي: الطمأنينة، والوقار، والرحمة، والهدوء في قلوب المؤمنين لئلا تنزعج نفوسهم. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: كل سكينة في القرآن طمأنينة إلا التي في سورة (البقرة) رقم [٢٤٨]. وقد تقدّم تفسيرها في موضعها. وقد ذكرت في سورة (التوبة) برقم [٢٦ و ٤٠] بمعنى الطمأنينة، كما هنا. {لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ} أي: يقينا مع يقينهم، وذلك بما فرض الله من فروع الشريعة مقرونا بالتوحيد، والإيمان، والإخلاص. فعن ابن عباس-رضي الله عنهما-: إن أول ما أتاهم به النبي صلّى الله عليه وسلّم التوحيد، فلما آمنوا بالله وحده، وصدقوه؛ زادهم الصلاة، ثم الصوم، ثم الزكاة، ثم الحج، ثم الجهاد؛ حتى أكمل لهم دينهم، فكلما أمروا بشيء، وصدقوه؛ ازدادوا تصديقا إلى تصديقهم، هذا بالإضافة إلى تصديقهم بالبعث والحشر بعد الموت، والجنة، والنار، والميزان والحساب والصراط مما يتعلق بأمور الاخرة،

<<  <  ج: ص:  >  >>