الخبر، وتكون مضافا، و (الذين) مبني على الفتح في محل جر بالإضافة، وجملة:{سَمِعْنا} مع المفعول المحذوف في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالُوا..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها، وإعراب {وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ} مثل إعراب: {وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} في الآية السابقة، ومحلها كمحلها بلا فارق.
الشرح:{شَرَّ}: انظر الآية رقم [١٢] الأعراف. {الدَّوَابِّ}: جمع دابة، وهي تشمل كل ما يدب على وجه الأرض من إنسان، وحيوان. {الصُّمُّ} أي: عن سماع الحق سماع تدبر وتفهم. {الْبُكْمُ} أي: عن النطق بالحق، والأول جمع: أصم، وهو فاقد السمع، والثاني جمع: أبكم، وهو المعقود لسانه عن الكلام. {الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ} أي: لا يفهمون ما يقال لهم، ومعنى {عِنْدَ اللهِ} أي: في حكمه وقضائه وتقديره، هذا؛ وقد جعل الله الكفار شر الدواب، وهو ما نوهت به الآية رقم [١٧٩] من سورة (الأعراف)، انظرها تجد ما يسرك.
قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: هم نفر من بني عبد الدار بن قصي، كانوا يقولون:
نحن صم بكم عمي عما جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم فقتلوا جميعا يوم أحد، وكانوا أصحاب اللواء، ولم يسلم منهم إلا رجلان: مصعب بن عمير، وسويبط بن حرملة رضي الله عنهما. انتهى. خازن.
وقال البيضاوي: عدهم الله من البهائم، ثم جعلهم شرها، لإبطالهم ما ميزوا به، وفضلوا لأجله عن الحيوان، أي: وهو العقل. انتهى. بتصرف.
هذا؛ والعقل: نور روحاني به تدرك النفس ما لا تدركه بالحواس، وسمي العقل عقلا؛ لأنه يعقل صاحبه، أي: يمنعه من فعل الرذائل، لذا فإن كل شخص لا يسير على الجادة المستقيمة لا يكون عاقلا بالمعنى الصحيح، فقد ورد: أنه مر رجل معتوه على مجلس النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال الصحابة-رضي الله عليهم- «هذا رجل مجنون» فقال: «هذا مصاب إنما المجنون من أصر على معصية الله» هذا؛ والعقل: الدية سميت بذلك لأن الإبل المؤداة تعقل بباب ولي المقتول، والعقال بكسر العين: الحبل الذي تشد به ركبة الجمل عند بروكه ليمنعه من القيام والمشي، والعقال أيضا صدقة عام، قال شاعر يهجو عاملا على الصدقات:[البسيط]
سعى عقالا، فلم يترك لنا سبدا... فكيف لو قد سعى عمرو عقالين؟
لأصبح النّاس أوبادا، ولم يجدوا... عند التّفرّق في الهيجا جمالين
الإعراب:{إِنَّ}: حرف مشبه بالفعل. {شَرَّ}: اسمها، وهو مضاف، و {الدَّوَابِّ}:
مضاف إليه. {عِنْدَ}: ظرف مكان متعلق ب {شَرَّ} لأنه أفعل تفضيل، و {عِنْدَ}: مضاف،