للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمها. {باخِعٌ:} خبر (لعلّ)، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {نَفْسَكَ:} مفعول به ل‍: {باخِعٌ} والكاف في محل جر بالإضافة، ولا يعمل اسم الفاعل إلا إذا كان حكاية حال ماضية، كما في الآية رقم [١٨] الآتية، أو كان بمعنى: الحال، أو الاستقبال، ولا يعمل إذا كان بمعنى: الماضي المحض. {عَلى آثارِهِمْ:} متعلقان ب‍: {باخِعٌ}. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {لَمْ:} حرف جازم. {يُؤْمِنُوا:} مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {بِهذَا:} متعلقان بما قبلهما، والهاء حرف تنبيه، لا محل له مقحم بين اسم الإشارة والجار. {الْحَدِيثِ:} بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، ويقال: صفة له.

{أَسَفاً:} مفعول لأجله، أو هو مصدر في موضع الحال من الضمير في {باخِعٌ،} والعامل فيه على الاعتبارين باخع مع تباعد ما بينهما، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله؛ إذ التقدير:

إن لم يؤمنوا... فلا تبخع نفسك عليهم. هذا؛ وقرئ بفتح همزة (أن) على اعتبارها مصدرية، تؤوّل مع ما بعدها بمصدر في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: لعدم إيمانهم، والجار والمجرور متعلقان ب‍: {باخِعٌ} أيضا، والجملة الاسمية: {فَلَعَلَّكَ باخِعٌ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{إِنّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (٧)}

الشرح: {إِنّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها} أي: ممّا يصلح أن يكون زينة لها، ولأهلها من زخارف الدنيا، وما يستحسن منها، فالمراد: النبات، والأشجار، والأنهار، وفي هذه الأيام:

البناء، وما يتعلق به من تقدم الحضارة، من: كهرباء، وتقدم المواصلات في الأرض، والهواء... إلخ. وقيل: أراد به الرجال خاصة، فهم زينة الأرض. وقيل: أراد به العلماء والصلحاء. وقيل: المراد: جميع ما في الأرض. وهو المعتمد، فإن قيل: أية زينة في الحيات، والعقارب، وجميع الهوام المؤذية، والشياطين من الإنس والجن، فالجواب زينتها تدل على وحدانية الله، وكمال قدرته. انتهى. خازن بتصرف.

{لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} أي: لنعاملهم معاملة المختبر لأحوالهم كيف يعملون، فإن ما خلقه الله في الأرض زينة لها، ولهم، وأسباب، ومواد لوجود بني آدم ومعاشهم، وما تحتاج إليه أعمالهم، ودلائل، وأمارات يستدلون بها، ويستنبطون منها معرفة الواحد الأحد، فيبعثهم ذلك على الإيمان به، وإخلاص العبادة له. فعن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم تلا: {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} من سورة (هود)، ثم قال: «أيكم أحسن عقلا، وأورع عن محارم الله، وأسرع في طاعة الله». هذا؛ والابتلاء الاختبار يكون في الخير، والشر. قال تعالى: {وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} رقم [١٦٧] من سورة (الأعراف).

<<  <  ج: ص:  >  >>