-وقيل: ابنه الوليد-من بقايا «عاد». وانظر الآية التالية. وفرعون يوسف-عليه السّلام-ريان بن الوليد، وبينهما أكثر من أربعمائة سنة. {فَظَلَمُوا بِها:} كفروا بتلك الآيات بدل الإيمان، فوضع (ظلموا) زيادة في التشنيع عليهم؛ إذ من حق العاقل أن يؤمن، ويقبل الموعظة والنصيحة عند ما يتبين له طريق الهدى. وانظر (الظلم) في الآية رقم [١٤٦] من سورة (الأنعام). (الملأ): انظر الآية رقم [٦٠] وإنما خص الملأ بالذكر؛ لأنهم إذا آمنوا؛ آمن الأتباع. {فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ:} انظر هذه الجملة في الآية رقم [٨٣] ففيها الكفاية لذوي الدراية. وانظر (نا) في الآية رقم [٧].
الإعراب:{بَعَثْنا:} فعل، وفاعل. {مِنْ بَعْدِهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {مُوسى:} مفعول به منصوب... إلخ. {بِآياتِنا:} متعلقان بمحذوف حال من: {مُوسى،} التقدير: مبعوثا أو مرسلا، و (نا): في محل جر بالإضافة. {إِلى فِرْعَوْنَ:} متعلقان بالفعل (بعثنا)، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة. {وَمَلائِهِ:} معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. (ظلموا):
فعل، وفاعل، والألف للتفريق. {بِها:} متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها بالفاء العاطفة، و {ثُمَّ} عطفت قصة موسى مع فرعون على ما قبلها من قصص في هذه السورة. {فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٨٤] تجده وافيا كافيا. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأعز، وأكرم.
{وَقالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٤)}
الشرح:{وَقالَ:} انظر «القول» في الآية رقم [٥]. {مُوسى:} انظر الآية السابقة.
{يا فِرْعَوْنُ:} انظر الآية السابقة، وأضيف هنا ما ذكره الخازن، وغيره: كان ملك فرعون أربعمائة سنة، وعاش ستمائة وعشرين سنة، ولم ير مكروها قط، ولو حصل له في تلك المدة جوع يوم، أو حمى ليلة، أو وجع؛ لما ادعي الربوبية. {رَسُولٌ:} انظر الآية رقم [٣٥]. {رَبِّ:} انظر الآية رقم [٣]. {الْعالَمِينَ:} انظر الآية رقم [٥٤].
منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب ب (يا). {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم في محل نصب اسمها. {رَسُولٌ:} خبرها. {مِنْ رَبِّ:} متعلقان ب (رسول)، أو بمحذوف صفته، و {رَبِّ:} مضاف، و {الْعالَمِينَ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والكلام كله في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية:{وَقالَ مُوسى..}. إلخ كلام مستأنف لتفصيل ما أجمل قبله من كيفية