للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٧)}

الشرح: {الْيَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ..}. إلخ: قال النسفي-رحمه الله تعالى-:

لما قرر: أن الملك لله وحده في ذلك اليوم عدد نتائج ذلك، وهي أن كل نفس تجزى بما كسبت، وعملت في الدنيا من خير، أو شر، وأن الظلم مأمون منه تعالى؛ لأنه جلت قدرته، وتعالت حكمته ليس بظلام للعبيد، وأن الحساب لا يبطئ؛ لأنه لا يشغله حساب عن حساب، فيحاسب الخلق كله في وقت واحد، وهو أسرع الحاسبين. انتهى. وفي الكشاف: وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: إذا أخذ في حسابهم؛ لم يقل أهل الجنة إلا فيها، ولا أهل النار إلا فيها.

هذا؛ ويقيل من القيلولة، وهي الاستراحة وقت الظهيرة. وفي القرطبي: وكما يرزقهم في ساعة واحدة يحاسبهم كذلك في ساعة واحدة. انتهى. هذا؛ وقال تعالى: {ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} رقم [٢٨] من سورة (لقمان).

الإعراب: {الْيَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل بعده. {تُجْزى:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {كُلُّ:} نائب فاعله، و {كُلُّ} مضاف، و {نَفْسٍ} مضاف إليه، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {بِما:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو: بشيء كسبته، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: تجزى كل نفس بكسبها، والجملة الفعلية هذه مستأنفة، لا محل لها. {لا:} نافية للجنس تعمل عمل: «إنّ».

{ظُلْمَ:} اسم {لا} مبني على الفتح في محل نصب. {الْيَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر {لا،} والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. وقيل: تعليلية. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسم {إِنَّ}. {سَرِيعُ:} خبرها، وهو مضاف، و {الْحِسابِ} مضاف إليه، من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها أيضا.

{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ (١٨)}

الشرح: {وَأَنْذِرْهُمْ:} خوفهم، الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والضمير المنصوب لقومه. {يَوْمَ الْآزِفَةِ:} يوم القيامة، سميت بذلك لقرب وقتها؛ إذ كل ما هو آت قريب، قال تعالى في سورة (النجم): {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (٥٧) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ،} وقال تعالى في سورة (القمر): {اِقْتَرَبَتِ}

<<  <  ج: ص:  >  >>