للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالسبيلان مختلفان. {مِنَ الرِّجالِ:} متعلقان ب‍ (المستضعفين) لأنّه اسم مفعول، أو هما في محل رفع نائب فاعله، وهو الأولى. {وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ:} معطوفان على: {الرِّجالِ،} وجوز اعتبار المستضعفين منصوبا على الاختصاص بفعل محذوف، ولا وجه له.

{الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة: {الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ} ويكون في الكلام تغليب، أو هو في محل نصب بفعل محذوف، التقدير: أعني الّذين، أو هو في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: هم الذين، وجملة: {يَقُولُونَ} مع مقولها صلة الموصول، لا محلّ لها. {رَبَّنا:} منادى حذف منه حرف النداء، و (نا) في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {أَخْرِجْنا:} فعل دعاء، وفاعله مستتر تقديره:

«أنت» و (نا): مفعول به، والجملة الفعلية والندائية في محل نصب مقول القول. {مِنْ هذِهِ:}

متعلقان بما قبلهما. {الْقَرْيَةِ:} بدل اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه. وقيل: صفة.

{الظّالِمِ:} صفة: {الْقَرْيَةِ} صفة سببية. {أَهْلُها:} فاعل به، و (ها) في محل جر بالإضافة.

{وَاجْعَلْ:} فعل دعاء، وفاعله تقديره: «أنت». {لَنا:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول. {مِنْ لَدُنْكَ:} متعلقان بما قبلهما، والكاف في محل جرّ بالإضافة. {وَلِيًّا:} مفعول به ثان. هذا؛ وجوّز اعتبار الجار والمجرور (لنا) في محل نصب مفعول به أوّل، ووليّا مفعول به ثان، كما أجيز اعتبار: {مِنْ لَدُنْكَ} متعلقين بمحذوف حال من: {وَلِيًّا} كان صفة له... إلخ.

{الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً (٧٦)}

الشرح: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} أي: المؤمنون يقاتلون لهدف سام، وغاية نبيلة، وهي نصرة دين الله، وإعلاء كلمته ابتغاء مرضاته، فهو تعالى وليّهم، وناصرهم، ومعزّهم، ورافع شأنهم في الدّنيا، والآخرة. {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطّاغُوتِ} أي: الذين كفروا يقاتلون في سبيل الشيطان، وما يأمر به من الظلم، والفساد، وبذلك كان الشيطان وليهم، وناصرهم؛ فشتّان بين من يقاتل لإعلاء كلمة الله، وبين من يقاتل في سبيل الشيطان. فمن قاتل في سبيل الله فهو الذي يغلب؛ لأنّ الله وليه، وناصره، ومن قاتل في سبيل الطاغوت؛ فهو المخذول المغلوب، و {الطّاغُوتِ:} كلّ ما عبد من دون الله، وانظر الآية رقم [٥١]. {فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ} أي: قاتلوا يا أولياء الله أولياء الشيطان، وحزبه، وأنصاره، وهم الكفار. {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ:} وساوسه، وزخارفه الّتي يلقيها في عقل ابن آدم. {كانَ ضَعِيفاً} أي: إنّ كيده للمؤمنين بمقارنة كيد الله للكافرين ضعيف، لا يؤبه له، فلا تخافوه، ولا تخافوا أولياءه. وفي هذا غاية التّرغيب في قتال الكافرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>