إعراب:{وَجَعَلْنا} في الآية رقم [١٠]. {وَالَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب معطوف على الضمير المنصوب. {مَعَهُ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول. {فِي الْفُلْكِ:} متعلقان بما تعلق به الظرف. وقيل: متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر في متعلق الظرف، كما يحتمل تعليقهما بالفعل:(أنجينا) والجملة الفعلية: {فَأَنْجَيْناهُ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها، وكذلك جملة:{وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ} معطوفة، وجملة:{كَذَّبُوا بِآياتِنا} صلة الموصول لا محل لها. {إِنَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {كانُوا:} ماض ناقص، والواو اسمه، والألف للتفريق. {قَوْماً:} خبر (كان). {عَمِينَ:} صفة: {قَوْماً} منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم... إلخ، وجملة:{كانُوا..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ)، وجملة:{إِنَّهُمْ..}. إلخ تعليل للغرق، أو هي مستأنفة، لا محل لها على الوجهين.
{وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اُعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (٦٥)}
الشرح:{وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ} أي: وأرسلنا إلى عاد أخاهم. هذا؛ و {عادٍ} اسم للحي، ولذلك صرف، ومنهم من جعله اسما للقبيلة، ولذلك منعه، و {عادٍ} في الأصل اسم الأب الكبير، وهو عاد بن عوص بن إرم، بن سام، بن نوح، عليه الصلاة والسّلام، فسميت به القبيلة، أو الحي، وكذلك ما أشبهه من نحو «ثمود»، إن جعلته اسما لمذكر صرفته، وإن جعلته اسما لمؤنث منعته.
وأما (هود) فقد اشتهر في ألسنة النحاة: أنه عربي، وفيه نظر؛ لأن الظاهر من كلام سيبويه لما عده مع نوح، ولوط: أنه أعجمي. وهود بن عبد الله، بن رباح، بن الخلود، بن عاد، بن عوص، بن إرم، بن سام، بن نوح. وقال ابن إسحاق: هو هود بن شالخ، بن أرفخشل، بن سام بن نوح. وأخوته لعاد-أي: القبيلة-أخوة نسب، لا أخوة دين. هذا؛ وقد صرح سبحانه هنا، وفيما سيأتي في: صالح، وشعيب بتعيين المرسل إليهم دون ما سبق في نوح، وما سيأتي في لوط، وذلك؛ لأن المرسل إليهم إذا كان لهم اسم، قد اشتهروا به؛ ذكروا به، وإلا فلا. وقد امتازت عاد وثمود ومدين بأسماء مشهورة. هذا؛ وكان بين هود، وبين نوح ثمانمائة سنة، وعاش أربعمائة وأربعا وستين سنة. انتهى جمل نقلا من هنا، وهناك.
{قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ} انظر شرح هذه الكلمات في الآية رقم [٥٨].
{أَفَلا} الهمزة للإنكار، وهي في نية التأخير عن الفاء؛ لأنها حرف عطف، وكذا تقدم على الواو وثم، تنبيها على أصالتها في التصدير، نحو قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ..}. إلخ.
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ..}. إلخ. {أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ} وأخواتها تتأخر عن حروف العطف، كما هو قياس جميع أجزاء الجملة المعطوفة، نحو قوله تعالى:{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ}. و {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} هذا مذهب سيبويه، والجمهور، وخالف جماعة أولهم الزمخشري،