الشرح:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ} أي: في الأولين. {مُنْذِرِينَ} أي: رسلا خوفوهم غضب الله، وعقابه الشديد، وعذابه الأليم في الآخرة، فكذبوهم. {فَانْظُرْ:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكل من يتأتى منه النظر نظر تبصر، واعتبار، فيعتبر العاقل، وينزجر بذلك الاعتبار عن الأعمال القبيحة، والأفعال الخبيثة. {كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ:} الذين كذبوا، وأعرضوا عن الإيمان بالله، ورسله، وعاقبة كل شيء: آخره ونتيجته، ولم يؤنث الفعل:{كانَ} لأن {عاقِبَةُ} مؤنث مجازي، وما كان منه يستوي فيه التذكير، والتأنيث، أو لأن:{عاقِبَةُ} اكتسبت التذكير من المضاف إليه. {إِلاّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ} أي: لكن عباد الله المخلصين الموحدين؛ الذين استخلصهم الله من الكفر. وانظر تتمة الكلام في الآية رقم [٣٨]. هذا؛ وبين (المنذرين) و {الْمُنْذَرِينَ} جناس ناقص لاختلاف المعنى، واختلاف حركة الذال فيهما.
الإعراب:{وَلَقَدْ:} انظر الآية السابقة. {أَرْسَلْنا:} فعل، وفاعل. {فِيهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما مفعول ثان تقدم على الأول. {مُنْذِرِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة:(لقد...) إلخ، جواب القسم، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محل له. {فَانْظُرْ:} الفاء: حرف استئناف. (انظر): فعل أمر، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره:«أنت»، وهو معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. {كَيْفَ كانَ:} في {كانَ} وجهان: أحدهما: أنها الناقصة، و {عاقِبَةُ:} اسمها، و {كَيْفَ:} اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبرها، تقدم عليها، وعلى اسمها. والثاني: أنها تامة، و {عاقِبَةُ:}
فاعلها، و {كَيْفَ:} في محل نصب حال من: {عاقِبَةُ} تقدمت على عاملها، وصاحبها.
و {عاقِبَةُ} مضاف، و {الْمُنْذَرِينَ} مضاف إليه مجرور... إلخ، وجملة:{كَيْفَ كانَ..}. إلخ، في محل نصب سدت مسد مفعول:(انظر)، وجملة:{فَانْظُرْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
هذا؛ وإن اعتبرت الفاء الفصيحة؛ فالجملة الفعلية تكون جوابا لشرط مقدر ب:«إذا» التقدير:
وإذا كان ما ذكر واقعا؛ فانظر... إلخ، والكلام كله مستأنف لا محل له. {إِلاّ:} أداة استثناء. {عِبادَ:} استثناء منقطع؛ لأن ما قبله وعيد، وهم لم يدخلوا في هذا الوعيد.
و {عِبادَ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {الْمُخْلَصِينَ:} صفة: {عِبادَ} منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء... إلخ.