للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعلقان بما قبلهما. {آيَةٌ}: نائب فاعل. {مِنْ رَبِّهِ}: متعلقان بمحذوف صفة {آيَةٌ} والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وجملة: {أُنْزِلَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول. {إِنَّما}: كافة ومكفوفة. {أَنْتَ مُنْذِرٌ}: مبتدأ وخبر، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. (لكل): متعلقان بمحذوف خبر مقدم، و (كل): مضاف، و {قَوْمٍ}: مضاف إليه. {هادٍ}: مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، وأجيز اعتبارها مستأنفة، كما قيل (لكل) متعلقان ب‍ {هادٍ،} وهو خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: وهو هاد لكل قوم.

{اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ (٨)}

الشرح: {اللهُ يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى} قال الخازن: لما سألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الآيات؛ أخبرهم الله عن عظيم قدرته، وكمال علمه، وأنه عالم بما تحمل كل أنثى، يعني: من ذكر أو أنثى، سويّ الخلق، أو ناقص الخلق، واحدا، أو اثنين أو أكثر. انتهى. وأضيف: ما تحمل كل أنثى من صبيح وقبيح، من أبيض وأسود... إلخ. {وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَما تَزْدادُ} أي: وما تنقصه وما تزداد في الجثة والمدة والعدد، هذا؛ وقد قالوا: غيض الأرحام: الحيض على الحمل، فإذا حاضت الحامل كان نقصانا في الولد؛ لأن دم الحيض هو غذاء الولد في الرحم، فإذا خرج الدم نقص الغذاء فينقص الولد، وإذا لم تحض يزداد الولد ويتم خلقه، هذا؛ والأرحام جمع: رحم، وهو مستودع الجنين في بطن الأنثى الحبلى من الإنسان والحيوان، والرحم أيضا:

القرابة، وجمعهما الأرحام، وانظر {وَغِيضَ الْماءُ} في الآية رقم [٤٤] من سورة (هود) عليه السّلام. {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ} أي: بقدر لا يجاوزه ولا ينقص عنه، قال تعالى: {إِنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ} فإن الله تعالى قد خص كل حادث بحال ووقت معينين بمشيئته الأزلية، وإرادته السرمدية، وهيأ له أسبابا مسوقة إليه تقتضي ذلك، وما أحوجك أن تنظر الآية رقم [٥٩] من سورة (الأنعام)، وما ذكرته فيها، وخذ ما يلي: فعن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما-، قال:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «كتب الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء». أخرجه مسلم، هذا؛ ولا تنس ما في الآية الكريمة من الطباق والمقابلة بين {تَغِيضُ} و {تَزْدادُ} وهو من المحسنات البديعية.

الإعراب: {اللهُ}: مبتدأ. {يَعْلَمُ}: مضارع، والفاعل يعود إلى {اللهُ}. {ما}: تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل نصب مفعول

<<  <  ج: ص:  >  >>