والمجرور متعلقان بما يتعلق:{عَلَيْهِما} وقد مرّ مثله معنا. {أَنْ:} حرف جازم. {ظَنّا:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، وألف الاثنين فاعله، والجملة الفعلية لا محلّ لها، مثل ما تقدّم. {أَنْ يُقِيما:} فعل مضارع منصوب ب {أَنْ} وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين فاعله، و {أَنْ} والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل نصب سدّ مسد مفعولي: (ظن)، {حُدُودَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه.
{وَتِلْكَ حُدُودُ:} مبتدأ، وخبر، و {حُدُودَ:} مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها، {يُبَيِّنُها:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى:{اللهِ،} و (ها):
مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب حال من:{حُدُودَ} أو من: {اللهِ} والرابط على الاعتبارين: الضمير فقط، والعامل في الحال: اسم الإشارة. {لِقَوْمٍ:} متعلقان بما قبلهما، وجملة {يَعْلَمُونَ} في محل جر صفة: (قوم) ولم يذكر مفعول للفعل؛ لأنه بمعنى: يفهمون، ويعملون بمقتضى العلم.
الشرح:{وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ..}. إلخ: الخطاب للأزواج. {فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ:} قاربن انقضاء عدّتهن؛ لأنّه بعد بلوغ الأجل لا خيار له في الإمساك، بخلافه في الآية التالية. {فَأَمْسِكُوهُنَّ..}.
إلخ: هذا أمر من العلي القدير للرّجال، بأنّه إذا طلّق أحدهم المرأة طلاقا رجعيّا، أن يحسن في أمرها؛ إذا قاربت انقضاء عدّتها، ولم يبق منها إلا مقدار ما يمكنه فيه رجعتها، فإما أن يمسكها؛ أي: يرتجعها إلى عصمة نكاحه بمعروف، وهو أن يشهد على رجعتها، ويعاشرها بالمعروف الّذي أمر الله ورسوله به، أو يتركها؛ حتى تنقضي عدّتها وتذهب إلى حال سبيلها، من غير شقاق ولا مخاصمة، ولا تشاجر. {وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً:} قال ابن عباس، ومجاهد-رضي الله عنهم-:
كان الرجل يطلّق امرأته، فإذا قاربت انقضاء العدّة راجعها، يقصد ضرها؛ لئلا تذهب إلى غيره، ثم يطلقها، فتعتدّ، فإذا شارفت على انقضاء عدّتها؛ طلّق؛ لتطول عليها العدة، فنهاهم الله عن ذلك، وتوعّدهم عليه، فقال جلّ ذكره:{وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}.
{وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً} أي: لا تهزءوا بأحكام الله، وأوامره، ونواهيه، فتجعلوا شريعته مهزوءا بها بمخالفتكم لها. قال الحسن، وقتادة-رضي الله عنهما-: هو الرّجل يطلّق،