للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سجن في جهنم، يقال له: بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النّار، طينة الخبال». رواه النسائي والترمذي.

الإعراب: {وَيَوْمَ:} الواو: حرف استئناف. (يوم): ظرف زمان متعلق بالفعل بعده، و (يوم) مضاف، و {الْقِيامَةِ} مضاف إليه. {تَرَى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، وجملة: {كَذَبُوا عَلَى اللهِ} صلة الموصول، لا محل لها، والجملة الفعلية:

{وَيَوْمَ الْقِيامَةِ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وُجُوهُهُمْ:} مبتدأ، والهاء في محل جر بالإضافة. {مُسْوَدَّةٌ:} خبره، والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ثان على اعتبار:

{تَرَى} علمية، أو في محل نصب حال من الموصول على اعتبارها بصرية، والرابط: الضمير فقط. {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٣٢] فالإعراب لا يتغير إفرادا، وجملا.

{وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اِتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١)}

الشرح: {وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ} أي: بفلاحهم، وفوزهم بسعادتهم، وتحصيل مطلوبهم، وهو الجنة دار القرار. يقال: فاز بكذا: إذا أفلح به، وظفر بمراده. أو المعنى:

ينجيهم بسبب منجاتهم من عذاب الله، وسخطه، ونقمته من قوله تعالى: {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ} رقم [١٨٨] سورة (آل عمران) أي: منجاة منه؛ لأن النجاة من أعظم الفلاح. وسبب منجاتهم العمل الصالح؛ لهذا فسر ابن عباس-رضي الله عنهما-المفازة بالأعمال الحسنة، ويجوز بسبب فلاحهم؛ لأن العمل الصالح سبب الفلاح، وهو دخول الجنة.

هذا؛ وقال القرطبي-رحمه الله تعالى-: عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في تفسير هذه الآية من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: «يحشر الله مع كلّ امرئ عمله، فيكون عمل المؤمن معه في أحسن صورة، وأطيب ريح، فكلّما كان رعب، أو خوف، قال له: لا ترع؛ فما أنت بالمراد به، ولا أنت بالمعنيّ به، فإذا كثر ذلك عليه، قال: فما أحسنك، فمن أنت؟! فيقول: أما تعرفني؟! أنا عملك الصالح حملتني على ثقلي، فو الله لأحملنّك، ولأدفعنّ عنك! فهي التي قال الله: {وَيُنَجِّي اللهُ..}. إلخ». {لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ:} المكروه. {وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} أي: يوم القيامة من هول، أو مكروه يصيبهم. هذا؛ ولا تنس: أن الله ذكر ما للمتقين من النجاة، والفوز برضاه بعد ما ذكر ما للكاذبين، والمغترين من سواد الوجوه، والاستقرار في جهنم، وبئس المصير. وهذا من باب المقابلة التي ذكرتها مرارا. هذا؛ والفعل {يَحْزَنُونَ} في هذه الآية من باب: فرح، وطرب فهو لازم، ويأتي من باب: دخل، وقتل، فيكون متعديا، كما يكون متعديا إذا أتى من الرباعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>