للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام وتقرير. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم. {تَرَ:} فعل مضارع مجزوم ب‍: (لم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الألف، والفتحة قبلها دليل عليها، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا، تقديره: «أنت». {أَنَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها، والميم حرف دال على جماعة الذكور. {فِي كُلِّ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما، و {كُلِّ} مضاف، و {وادٍ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين. {يَهِيمُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: (أنّ). هذا؛ ويجوز أن يكون الجار والمجرور {فِي كُلِّ وادٍ} متعلقين بمحذوف في محل رفع خبر (أن)، وجملة: {يَهِيمُونَ} في محل نصب حال من الضمير في الخبر المحذوف، كما يجوز أن تكون الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان ل‍: (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعول، أو مفعولي (تر)، وجملة: {أَلَمْ تَرَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. وقيل: مفسرة، ولا معنى للتفسير. {وَأَنَّهُمْ:} الواو: حرف عطف. {أَنَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها، {يَقُولُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. {لا:} نافية. {يَفْعَلُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية صلة {ما،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: يقولون: الذي، أو شيئا لا يفعلونه، وجملة: {يَقُولُونَ..}. إلخ في محل رفع خبر: (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر معطوف على المصدر المؤول السابق، فهو في محل نصب مثله.

{إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً وَاِنْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (٢٢٧)}

الشرح: في هذه الآية الكريمة استثنى الله من الشعراء المذمومين شعراء المؤمنين، أمثال حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، وكعب بن زهير-رضي الله عنهم-، ومن كان على طريقتهم من القول الحق، من إكثار ذكر الله في أشعارهم، والثناء عليه تعالى، وعلى نبيه صلّى الله عليه وسلّم، والحث على طاعة الله، وطاعة رسوله، وكذلك الرد على المشركين وهجوهم كما رأيت في الآيات السابقة.

يروى: أنه لما نزلت {وَالشُّعَراءُ..}. إلخ جاء حسان، وابن رواحة، وكعب بن مالك -رضي الله عنهم-يبكون إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: يا نبي الله! أنزل الله هذه الآية؛ وهو تعالى يعلم: أنا شعراء، فقال: «اقرؤوا ما بعدها»: {إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا..}. إلخ وقال صلّى الله عليه وسلّم: «انتصروا،

<<  <  ج: ص:  >  >>