فاعله، والهاء: مفعوله، و {أَنْ} والمضارع في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: ب (خشيتكم)، والجار والمجرور متعلقان ب {أَحَقُّ} هذا؛ وجوز اعتبار المصدر المؤول في محل رفع بدل اشتمال من المبتدأ، كما جوز اعتباره مبتدأ ثانيا مؤخرا، و {أَحَقُّ} خبره مقدما، والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأول. والجملة الاسمية:{فَاللهُ أَحَقُّ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {أَنْ}: حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ}: ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {مُؤْمِنِينَ}: خبر كان منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة:{كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف؛ لأنه سبقه ما هو جواب في المعنى. إذ التقدير: إن كنتم مؤمنين؛ فاخشوا الله وحده.
الشرح:{قاتِلُوهُمْ}: أمر للمؤمنين بالقتال، بعد بيان موجبه، والتوبيخ على تركه، والوعيد عليه. {يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ} أي: بالقتل والأسر. فهو وعد من العزيز الحكيم بأن ينصر المؤمنين، ويمكنهم من رقاب المشركين. {وَيُخْزِهِمْ}: ويذلهم بما تقدم، وينزل بهم الذل والهوان، {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}: يعني بني خزاعة، وقيل: بطونا من اليمن وسبأ، قدموا مكة، فأسلموا، فلقوا من أهلها أذى شديدا، فشكوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: أبشروا فإن الفرج قريب. انتهى. بيضاوي.
هذا؛ وقال الخازن: ومن المعلوم أن من طال تأذيه من خصمه، ثم مكنه الله منه، فإنه يفرح بذلك، ويعظم سروره، ويصير ذلك سببا لقوة اليقين، وثبات العزيمة. انتهى. أقول:{وَيَشْفِ} استعارة تصريحية؛ لأن الشفاء في الحقيقة إنما هو للأجسام، واستعماله لشفاء القلوب من غيظها استعارة. {بِأَيْدِيكُمْ}: انظر الآية رقم [١٠٨](الأعراف).
الإعراب:{قاتِلُوهُمْ}: فعل أمر مبني على حذف النون؛ والواو فاعله، والهاء مفعوله، وانظر إعراب:{اُسْجُدُوا} في الآية رقم [١١] الأعراف. {يُعَذِّبْهُمُ}: مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للأمر، وهو عند الجمهور مجزوم بشرط محذوف، التقدير: إن تقاتلوهم يعذبهم، والهاء مفعول به. {اللهُ}: فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب للشرط المقدر، ولم تقترن بالفاء، ولا بإذا الفجائية، وجملة:{قاتِلُوهُمْ} لا محل لها؛ لأنها ابتدائية.