للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو في الحاكم. والثاني: إما أن يكون محققا عندهم، أو متوقعا، وكلاهما باطل؛ لأن منصب نبوته، وفرط أمانته يمنعه، فتعين الأول، وظلمهم يعمّ خلل عقيدتهم، وميل نفوسهم إلى الحيف.

والفصل-أي: ضمير الفصل-لنفي ذلك عن غيرهم، سيما المدعو إلى حكمه. انتهى. بتصرف.

الإعراب: {أَفِي:} الهمزة: حرف استفهام، وتوبيخ، وذم. (في قلوبهم): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مَرَضٌ:} مبتدأ مؤخر، ويجوز اعتباره فاعلا بمتعلق الجار والمجرور بالاتفاق لاعتماده على الاستفهام، والتقدير: أيوجد في قلوبهم مرض؟ وعليه هو نائب فاعل لهذا المقدر.

{أَمِ:} حرف عطف بمعنى «بل» للانتقال. {اِرْتابُوا:} ماض، وفاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {أَمِ:} حرف عطف بمعنى «بل» أيضا. {يَخافُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والمصدر المؤول من: {أَنْ يَحِيفَ..}. إلخ في محل نصب مفعول به. {بَلْ:} حرف إضراب. {أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محل له. {قُلُوبِهِمْ:} ضمير فصل لا محل له. {الظّالِمُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. هذا؛ وإن اعتبرت الضمير مبتدأ و {الظّالِمُونَ} خبره؛ فالجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {أُولئِكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها؛ لأن «بل» للإضراب. تأمل، وتدبر.

{إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١)}

الشرح: {إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ} أي: كتاب الله وحكم رسوله.

{لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} أي: بما أنزل الله عليه، وبما ألهمه، وعلمه من لدنه علما. {أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا:} قال: ابن عباس-رضي الله عنهما-: أخبر الله بطاعة المهاجرين، والأنصار؛ وإن كان ذلك فيما يكرهون، أي: هذا قول المؤمنين، وهؤلاء المنافقون لو كانوا مؤمنين حقا، لكانوا يقولون: سمعنا وأطعنا. وفي الآية الكريمة تعليم أدب الشرع على معنى: أن المؤمنين، كذا ينبغي أن يكونوا أن يقولوا. {وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أي: الفائزون برضا الله، ونعيم الجنة في الآخرة، وهذا من عادته تعالى في لطفه، وكرمه في إتباع المحقّ المبطل، والتنبيه على ما ينبغي بعد إنكاره ما لا ينبغي، وانظر زيادة على ذلك في الآية رقم [٣٩] ..

الإعراب: {إِنَّما:} كافة، ومكفوفة. {كانَ:} ماض ناقص. {قَوْلَ:} خبر كان مقدم، وهو مضاف، و {الْمُؤْمِنِينَ:} مضاف إليه مجرور... إلخ، وهذه الإضافة من إضافة المصدر لفاعله.

{إِذا:} ظرف زمان مجرد عن الشرطية هنا، مبني على السكون في محل نصب متعلق بالمصدر قبله. {دُعُوا:} ماض مبني للمجهول، والواو نائب فاعل، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في

<<  <  ج: ص:  >  >>