للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيكون المعنى: جحدوا الآيات بألسنتهم، واستيقنوها بقلوبهم، وضمائرهم. هذا؛ والاستيقان أبلغ من الإيقان. {ظُلْماً وَعُلُوًّا} أي: اعتداء، وترفعا عن الإيمان بتلك المعجزات الباهرات.

{فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ..}. إلخ: أي انظر كيف كان مالهم، ومصيرهم، وهو الإغراق في البحر، والإحراق بنار الجحيم، وإذاقتهم العذاب الأليم. والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ويعم كل من كان له قلب يتدبر، وعين تبصر، وتعتبر، وما يتذكر إلا أولو الألباب. هذا؛ وانظر تفصيل ما فعل الله بفرعون، وقومه في سورة (الشعراء) وسورة (الأعراف) وسورة (طه) و (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٥١] الآتية فهو بحث جيد، يتعلق ب‍ {كانَ عاقِبَةُ}.

الإعراب: {وَجَحَدُوا:} الواو: حرف عطف، (جحدوا): فعل ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {قالُوا..}. إلخ لا محل لها مثلها. {بِها:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وقال أبو عبيدة: الباء زائدة، أي وجحدوها. انتهى. قرطبي.

{وَاسْتَيْقَنَتْها:} الواو: واو الحال. (استيقنتها): فعل ماض، والتاء للتأنيث، و (ها): ضمير متصل في محل نصب مفعول به. {أَنْفُسُهُمْ:} فاعل، والهاء: في محل جر بالإضافة، وجملة:

{وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ:} في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير، و «قد» قبلها مقدرة، {ظُلْماً:} مفعول لأجله، أو هو حال ثانيه بمعنى ظالمين. {وَعُلُوًّا:} معطوف على ما قبله. {فَانْظُرْ:} الفاء: حرف عطف على رأي من يجيز عطف الإنشاء على الخبر، وابن هشام يعتبرها للسببية المحضة، وأراها الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر ب‍: «إذا». (انظر): فعل أمر، معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {كَيْفَ:} اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر {كانَ} تقدم عليها، وعلى اسمها. {كانَ:} فعل ماض ناقص. {عاقِبَةُ:} اسم {كانَ،} وهو مضاف، و {الْمُفْسِدِينَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء... إلخ، وجملة: {كَيْفَ..}. إلخ في محل نصب مفعول به للفعل (انظر)، وجملة:

{فَانْظُرْ..}. إلخ لا محل لها على جميع الوجوه المعتبرة بالفاء. هذا؛ وأجيز اعتبار: {كانَ} تامة، وفاعلها {عاقِبَةُ،} فتكون: {كَيْفَ} في محل نصب حال من {عاقِبَةُ} والعامل: {كانَ}.

{وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (١٥)}

الشرح: {وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً} أي: منحناهما علما سنيا غزيرا، والمراد: علم الدين، والحكم وغيرهما مما هو من متعلقات النبوة، والرسالة، وهو مذكور في الزبور الذي أنزل على داود بالإضافة إلى الخلافة في الأرض. {وَقالا الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي..}. إلخ: وهنا كلام محذوف يجب تقديره ليصح العطف عليه بالواو، ولولا تقدير المحذوف، لكان الوجه الفاء،

<<  <  ج: ص:  >  >>