للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا من عندي إلزاما عليك، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما):

نافية. {أُرِيدُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، والمصدر المؤول من: {أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} في محل نصب مفعول به، وجملة: {وَما أُرِيدُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{سَتَجِدُنِي:} السين: حرف استقبال. (تجدني): فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به أول. {أَنْ:} حرف شرط جازم. {شاءَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط. {اللهُ:} فاعله، والمفعول محذوف للتعميم، والجملة الفعلية لا محل لها... إلخ، وجواب الشرط محذوف، التقدير: إن شاء الله ذلك؛ فإنك تجدني مثلك. {مِنَ الصّالِحِينَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل: {سَتَجِدُنِي،} وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والجملة الشرطية معترضة بينهما لا محل لها، وجملة: {سَتَجِدُنِي..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ (٢٨)}

الشرح: {قالَ} أي: موسى، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. {ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ} أي: الذي قلته، وعاهدتني عليه قائم، وثابت بيننا، لا يخرج عنه واحد منا، لا أنا عما شرطت علي، ولا أنت عما شرطته على نفسك. {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ} أي: أتممت أقصرهما، أو أطولهما. {فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ} أي: لا يتعدى علي بطلب الزيادة على الثمان، كما لا أطالب بالزيادة على العشر، أما الثمان فأنا ملزم بإتمامها. وقرئ بضم العين وكسرها، والأول أفصح. {وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ:} شاهد، وحفيظ. هذا؛ وقرئ: «(أيما)» بتخفيف الياء، ومثله قول الفرزدق في مدح نصر بن سيار أمير خراسان لمروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، وهو الشاهد رقم [١٢٤] من كتابنا فتح القريب المجيب إعراب شواهد مغني اللبيب: [الطويل]

تنظّرت نصرا والسّماكين أيهما... عليّ من الغيث استهلّت مواطره

تنبيه: قيل: تم عقد النكاح والإجارة بما صدر من شعيب، وهو قوله {إِنِّي أُرِيدُ..}. إلخ ومن موسى، وهو قوله {ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ..}. إلخ ولعل هذا كان في شرعهما، وإلا فهذه الصيغة لا تكفي عندنا في عقد النكاح؛ لأن الواقع من شعيب وعد بالإنكاح، والواقع من موسى ليس فيه مادة التزويج، ولا الإنكاح، وأيضا الصداق ليس راجعا للمنكوحة، بل لأبيها، وأيضا لم يعين المنكوحة. وقيل: إنهما عقدا عقدا بغير الصورة المذكورة هنا منهما. انتهى. جمل.

والله أعلم، وأجل، وأكرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>