رقم [٤١] من سورة (النساء) ومثل الآيتين قول الفرزدق-وهو الشاهد رقم [٢٢٥] من كتابنا فتح رب البرية، والشاهد رقم [٥٢٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الوافر]
فكيف إذا مررت بدار قوم... وجيران لنا كانوا كرام؟
{لا:} نافية للجنس تعمل عمل «إنّ»({رَيْبَ}): اسم ({لا}) مبني على الفتح في محل نصب.
{فِيهِ} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {لا} والجملة الاسمية في محل جر صفة: (يوم).
({وُفِّيَتْ}): فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، والتاء للتأنيث. {كُلُّ:} نائب فاعله، وهو المفعول الأول، وهو مضاف، و {نَفْسٍ} مضاف إليه. {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأوليين مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان. {كَسَبَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، والجملة الفعلية صلة ({ما}) أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: الذي، أو: شيئا كسبته. وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع الفعل بمصدر في محل نصب مفعول به ثان، التقدير: وفّيت كلّ نفس كسبها. {وَهُمْ:} الواو: واو الحال. ({هُمْ}): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لا:} نافية. {يُظْلَمُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من:{كُلُّ نَفْسٍ} والرابط: الواو، والضمير.
الشرح:{قُلِ:} خطاب للرّسول صلّى الله عليه وسلّم؛ أي: يا محمد قل معظما لربّك، وشاكرا له، ومفوضا إليه أمرك، ومتوكلا عليه في جميع شئونك. {اللهُمَّ} أصله: يا الله، قاله الخليل، وسيبويه، فحذفت «يا» وعوض عنها الميم المشدّدة في الآخر، وهذا الحذف، والتعويض من خصائص الاسم الكريم، كدخول «يا» عليه مع لام التعريف، وقطع همزته، ودخول تاء القسم عليه، ولا يجمع بين العوض، والمعوض إلا في ضرورة الشعر، كقول الشاعر:[الرجز]
وما عليك أن تقولي كلّما... سبّحت أو هلّلت يا اللهمّا
اردد علينا شيخنا مسلّما... فإنّنا من خيره لن نعدما
وأيضا قول أمية بن أبي الصّلت-وهو الشاهد رقم [٤٤٦] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الرجز]
إنّ تغفر اللهمّ تغفر جمّا... وأيّ عبد لك لا ألمّا؟
إنّي إذا ما حدث ألمّا... أقول يا اللهمّ يا اللهمّا