للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترغيب فيهم. والمعنى: لا تخسرون معهم شيئا من دنياكم، وتربحون صحة دينكم، فينتظم لكم خير الدنيا، والآخرة.

الإعراب: {اِتَّبِعُوا:} قال الجلال رحمه الله: هو توكيد للأول، ووافقه الجمل على ذلك، وأقول: لا بأس باعتباره بدلا من سابقه على حد الآية رقم [١٣٣] و [٢٢٢] كلتاهما من سورة (الشعراء)، وفي الثانية هنا زيادة إيضاح كما في آيتي (الشعراء). {مَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب بدلا من: {الْمُرْسَلِينَ} قاله الجمل، وذلك بإظهار العامل، أي: إعادته، وعلى اعتبار الفعل بدلا من سابقه فهو مفعول به لهذا الفعل، وهذا هو المتبادر للأفهام. {لا:}

نافية. {يَسْئَلُكُمْ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى: {مَنْ،} وهو العائد، والكاف مفعول به أول. {أَجْراً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {وَهُمْ:} الواو:

واو الحال. (هم): مبتدأ. {مُهْتَدُونَ:} خبره، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الفاعل المستتر، والرابط: الواو، والضمير، ولا يخفى عليك: أنه روعي لفظ (من) إعادة الفاعل إليها، وروعي معناها في الجملة الاسمية الواقعة حالا. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢)}

الشرح: فلما قال لهم حبيب النجار ما تقدم؛ قالوا له: وأنت مخالف لديننا، ومتابع هؤلاء الرسل، ومؤمن بإلههم؟ فقال: {وَما لِيَ لا أَعْبُدُ..}. إلخ. وقيل: أضاف الفطرة إلى نفسه، والرجوع إليهم؛ لأن الفطرة أثر النعمة، وكانت عليه أظهر، والرجوع فيه معنى الزجر، فكان بهم أليق. هذا؛ وفيه تلطف في الإرشاد بإبرازه في معرض المناصحة لنفسه، وإمحاض النصح حيث أراد لهم ما أراد لها، والمراد: تقريعهم، وتوبيخهم على تركهم عبادة خالقهم، ورازقهم إلى عبادة غيره، وفي قوله: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} تهديد، أي: فيجازيكم على أعمالكم، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر. ومعنى {فَطَرَنِي} خلقني.

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف عطف، أو حرف استئناف. (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لِيَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. {لا:}

نافية. {أَعْبُدُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر، تقديره: «أنا». {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. {فَطَرَنِي:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {الَّذِي،} وهو العائد، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، وجملة: {لا أَعْبُدُ..}. إلخ في محل نصب حال من ياء المتكلم، والرابط: الضمير فقط. (إليه): جار ومجرور متعلقان بما بعدهما.

{تُرْجَعُونَ... :} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية

<<  <  ج: ص:  >  >>