وعليه فالجملة الاسمية في محل نصب بدلا من {مَثَلَ الْحَياةِ}. وجملة:{وَاضْرِبْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{أَنْزَلْناهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية في محل جر صفة (ماء). {مِنَ السَّماءِ:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المنصوب. {فَاخْتَلَطَ:} ماض. {بِهِ:} متعلقان به. {نَباتُ:} فاعل، وهو مضاف، و {الْأَرْضِ} مضاف إليه، والجملة:{فَاخْتَلَطَ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها. {فَأَصْبَحَ:} ماض ناقص، وهو بمعنى: صار، واسمه يعود إلى {نَباتُ الْأَرْضِ}. {هَشِيماً:} خبره، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر أيضا.
هذا؛ ووجود رابط في الأولى رابط لكل ما يعطف عليها. {تَذْرُوهُ:} مضارع مرفوع... إلخ، والهاء مفعول به. {الرِّياحُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر ثان لأصبح، وهو أقوى من اعتبارها صفة هشيما. {وَكانَ:} ماض ناقص. {اللهُ:} اسمها. {عَلى كُلِّ:} متعلقان بما بعدهما، و {كُلِّ:} مضاف، و {شَيْءٍ} مضاف إليه. {مُقْتَدِراً:} خبر (كان)، وجملة:{وَكانَ..}.
الشرح:{الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ..}. إلخ: يتزين بهما الإنسان في دنياه، ثم تفنى هذه الزينة، وإنما كانا زينة الحياة الدنيا؛ لأن في المال جمالا، ونفعا، وفي البنين قوة، ودفعا، فصارا زينة الحياة الدنيا، وإنما أفرد {زِينَةُ} مع كونها عائدة على اثنين؛ لأنها مصدر، فصح الإخبار بها عن الاثنين، وهي بمعنى: المفعول، أو هي من قبيل قوله تعالى:{وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} الآية رقم [٦٢] من سورة (التوبة).
{وَالْباقِياتُ الصّالِحاتُ:} لقد اختلف في تفسيرها، فقال ابن عباس، وابن جبير، وأبو ميسرة، وعمرو بن شرحبيل: هي الصلوات الخمس. والصحيح: أنها كل عمل صالح من قول، أو فعل يبقى للآخرة. وقال علي-رضي الله عنه-: «الحرث حرثان، فحرث الدنيا: المال والبنون، وحرث الآخرة: الباقيات الصالحات، وقد جمعهن الله تعالى لأقوام». وقال الجمهور: هي الكلمات المأثور فضلها: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، ولا حول، ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم) خرجه مالك في موطئه عن عمارة بن صيّاد عن سعيد بن المسيب.
وعن أبي الدرداء-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله، فإنّهنّ الباقيات الصّالحات، وهنّ يحططن الخطايا كما تحطّ الشجرة ورقها، وهي من كنوز الجنّة». رواه الطبراني.