محلّ له من الإعراب، أو هو توكيد لاسم:(إنّ)، وعليهما ف:{الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} خبران ل:
(إنّ). هذا؛ وإن اعتبرت الضمير مبتدأ، و {الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} خبرين عنه؛ فالجملة الاسمية تكون في محل رفع خبر:(إنّ). والجملة الاسمية:{إِنَّهُ..}. إلخ، في محل نصب مقول القول ل:
الشرح:{*قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ:} فلما تيقن إبراهيم عليه السّلام: أنهم ملائكة بإحياء العجل، والبشارة بالولد؛ قال: فما شأنكم، وقصتكم، وفيم جئتم أيها المرسلون؟ والخطب: الأمر العظيم. قال البيضاوي: ولعله علم: أن كمال المقصود ليس البشارة؛ لأنهم كانوا عددا، والبشارة لا تحتاج إلى عدد، ولذلك اكتفى بالواحد في بشارة زكريا، ومريم عليهما السّلام، أو لأنهم بشروه في تضاعيف الحال؛ لإزالة الوجل، ولو كانت البشارة تمام المقصود لابتدؤوه بها. انتهى.
{قالُوا} أي: الملائكة، {إِنّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ} أي: كافرين لإهلاكهم، وهم يعنون قوم لوط. {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ} أي: لنرجمهم بها. {مُسَوَّمَةً} أي: معلمة، من السيما، وهي العلامة، قيل: كانت مخططة بسواد، وبياض. وقيل: مكتوب على كل حجر منها اسم من رمي بها، وكانت لا تشاكل حجارة الأرض. {عِنْدَ رَبِّكَ} أي: عند الله، وقد أعدها لرجم من قضى برجمه. ثم قيل: كانت مطبوخة طبخ الاجر. قاله ابن زيد، وهو معنى قوله تعالى:{حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}. هذا، ولا تنس أن هذه الحجارة إنما أرسلت عليهم بعد قلب قرى قوم لوط، وهذه الحجارة إنما أرسلت على من كان خارج هذه القرى من مسافريهم، قيل: إن الحجارة اتبعت شذاذ قوم لوط؛ حتى إن واحدا منهم دخل الحرم، فبقي الحجر معلقا في السماء أربعين يوما حتى خرج ذلك الرجل من الحرم، فسقط عليه الحجر، فأهلكه. خذ قوله تعالى في سورة (هود) رقم [٨٣]: {فَلَمّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} ومعنى المسرفين: المجاوزين الحد في الفجور، وهو ما عرف عنهم من إتيان الذكور في أدبارهم.
الإعراب:{قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى:{إِبْراهِيمَ}. {فَما:} الفاء: حرف صلة، أو هي الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر؛ أي: إن كنتم ملائكة كما تقولون {فَما خَطْبُكُمْ:}
(ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {خَطْبُكُمْ:} خبره، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {أَيُّهَا:} منادى نكرة مقصودة، حذف منه أداة النداء، مبني على الضم في محل نصب ب:«يا» المحذوفة، و (ها): حرف تنبيه لا