للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفعلية بعدها صلتها، وجملة (كأنّما... إلخ) في محل رفع خبره، ودخلت الفاء في الخبر؛ لأنّ الموصول يشبه الشرط في العموم، والجملة الاسمية على الاعتبارين في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل: {كَتَبْنا}.

{وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النّاسَ جَمِيعاً:} إعراب هذا الكلام مثل سابقه بلا فارق، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها فهي في محل رفع مثلها. {وَلَقَدْ:} انظر إعراب هذه الكلمة في الآية رقم [١٢]. {جاءَتْهُمْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، والهاء مفعول به.

{رُسُلُنا:} فاعله. و (نا) في محل جر بالإضافة. {بِالْبَيِّناتِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية جواب القسم، لا محلّ لها، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محلّ له.

{ثُمَّ:} حرف عطف. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {كَثِيراً:} اسم: {إِنَّ} وهو صفة لموصوف محذوف. {مِنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {كَثِيراً}. {بَعْدَ:} ظرف زمان متعلّق ب‍: (مسرفون) بعده، وهو مضاف، و {ذلِكَ:} مضاف إليه... إلخ. {فِي الْأَرْضِ:}

متعلقان ب‍: (مسرفون) أيضا. {لَمُسْرِفُونَ:} اللام: هي المزحلقة. (مسرفون) خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمّة؛ لأنّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية: {إِنَّ كَثِيراً..}. إلخ معطوفة على الجملة القسمية، لا محلّ لها مثلها.

{إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (٣٣)}

الشرح: {إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ} أي: يحاربون شريعة الله، ودينه، وأولياءه، وهم المؤمنون، فهو على حذف المضاف، وفي الحديث القدسي: «من أهان لي وليّا؛ فقد بارزني بالمحاربة». وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله تعالى يقول: من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب». أخرجه البخاريّ، رحمه الله تعالى. ومنه قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «من آذى جاره؛ فقد آذاني، ومن آذاني؛ فقد آذى الله، ومن حارب جاره؛ فقد حاربني، ومن حاربني؛ فقد حارب الله». رواه ابن حبان عن أنس-رضي الله عنه-.

{وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً} أي: بالقتل، وأخذ أموال الناس، وقطع الطريق، وإخافة الناس. {أَنْ يُقَتَّلُوا..}. إلخ: فالقتل لمن قتل فقط. والصّلب لمن قتل، وأخذ المال. والقطع لمن أخذ المال، ولم يقتل. والنفي لمن أخاف النّاس فقط. والقطع من خلاف: أي: تقطع

<<  <  ج: ص:  >  >>