الفعلية بعدها صلتها، وجملة (كأنّما... إلخ) في محل رفع خبره، ودخلت الفاء في الخبر؛ لأنّ الموصول يشبه الشرط في العموم، والجملة الاسمية على الاعتبارين في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل: {كَتَبْنا}.
{وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النّاسَ جَمِيعاً:} إعراب هذا الكلام مثل سابقه بلا فارق، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها فهي في محل رفع مثلها. {وَلَقَدْ:} انظر إعراب هذه الكلمة في الآية رقم [١٢]. {جاءَتْهُمْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، والهاء مفعول به.
{رُسُلُنا:} فاعله. و (نا) في محل جر بالإضافة. {بِالْبَيِّناتِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية جواب القسم، لا محلّ لها، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محلّ له.
{ثُمَّ:} حرف عطف. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {كَثِيراً:} اسم: {إِنَّ} وهو صفة لموصوف محذوف. {مِنْهُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب: {كَثِيراً}. {بَعْدَ:} ظرف زمان متعلّق ب: (مسرفون) بعده، وهو مضاف، و {ذلِكَ:} مضاف إليه... إلخ. {فِي الْأَرْضِ:}
متعلقان ب:(مسرفون) أيضا. {لَمُسْرِفُونَ:} اللام: هي المزحلقة. (مسرفون) خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمّة؛ لأنّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية:{إِنَّ كَثِيراً..}. إلخ معطوفة على الجملة القسمية، لا محلّ لها مثلها.
الشرح:{إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ} أي: يحاربون شريعة الله، ودينه، وأولياءه، وهم المؤمنون، فهو على حذف المضاف، وفي الحديث القدسي:«من أهان لي وليّا؛ فقد بارزني بالمحاربة». وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله تعالى يقول: من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب». أخرجه البخاريّ، رحمه الله تعالى. ومنه قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم:«من آذى جاره؛ فقد آذاني، ومن آذاني؛ فقد آذى الله، ومن حارب جاره؛ فقد حاربني، ومن حاربني؛ فقد حارب الله». رواه ابن حبان عن أنس-رضي الله عنه-.
{وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً} أي: بالقتل، وأخذ أموال الناس، وقطع الطريق، وإخافة الناس. {أَنْ يُقَتَّلُوا..}. إلخ: فالقتل لمن قتل فقط. والصّلب لمن قتل، وأخذ المال. والقطع لمن أخذ المال، ولم يقتل. والنفي لمن أخاف النّاس فقط. والقطع من خلاف: أي: تقطع