للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مضارع منصوب ب‍ «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل مستتر تقديره: أنت، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، و «أن» المضمرة، والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلّقان بالفعل {بَسَطْتَ}.

{ما:} نافية حجازية تعمل عمل «ليس». {أَنَا:} ضمير منفصل مبني على السكون في محلّ رفع اسمها. {بِباسِطٍ:} حرف جر صلة. (باسط): خبر: {ما} منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وفاعله مستتر تقديره:

أنا. {يَدِيَ:} مفعول به ل‍: (باسط) منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدّرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة. {إِلَيْكَ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: (باسط)، والجملة الاسمية: {ما أَنَا..}. إلخ جواب القسم لا محلّ لها، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه على القاعدة: «إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق منهما». قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-: [الرجز]

واحذف لدى اجتماع شرط وقسم... جواب ما أخّرت فهو ملتزم

والكلام: {لَئِنْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول؛ لأنّه من قول هابيل.

{إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمه. {أَخافُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر، تقديره: أنا. {اللهَ:} منصوب على التعظيم. {رَبَّ:} صفة لفظ الجلالة، أو بدل منه، و {رَبَّ:} مضاف، و {الْعالَمِينَ:} مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وعلامة الجر الياء... إلخ. وجملة: {أَخافُ..}. إلخ في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية: {إِنِّي..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وهي مفيدة للتّعليل.

{إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ (٢٩)}

الشرح: {إِنِّي أُرِيدُ..}. إلخ: المعنى: إن أردت قتلي؛ فأنا لا أريد قتلك؛ لأنّي أريد أن تحمل وزري؛ إن قتلتني. وهذا يعضده قوله صلّى الله عليه وسلّم: «يؤتى يوم القيامة بالظّالم، والمظلوم، فيؤخذ من حسنات الظّالم، فتزاد في حسنات المظلوم؛ حتّى ينتصف، فإن لم تكن له حسنات؛ أخذ من سيّئات المظلوم، فتطرح عليه». أخرجه مسلم بمعناه، ويعضده قوله تعالى في سورة (العنكبوت): {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ}. وحديث: «أتدرون من المفلس؟» مشهور مسطور. {فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النّارِ} أي: من المخلّدين فيها، الملازمين لها. {وَذلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: خوّفه بالنار، فلم ينته، ولم ينزجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>