للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفعل قبلهما. {مِنْ رَبِّكُمْ:} متعلقان ب‍: (بينة) أو محذوف صفة له، والكاف في محل جر بالإضافة. {فَأَرْسِلْ:} الفاء: هي الفصيحة. وانظر الآية رقم [٣٨] (أرسل): أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {مَعِيَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وياء المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {بَنِي:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، و {بَنِي:} مضاف، و {إِسْرائِيلَ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، أو للتركيب الذي رأيته، وجملة: {فَأَرْسِلْ..}. إلخ لا محل لها على جميع الوجوه المعتبرة في الفاء.

والكلام كله من مقول موسى عليه السّلام.

{قالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ (١٠٦)}

الشرح: {قالَ:} انظر «القول» في الآية رقم [٥]. {كُنْتَ:} انظر إعلال: {قُلْنا} في الآية رقم [١١]. {جِئْتَ:} انظر الآية رقم [٤]. {بِآيَةٍ:} معجزة تدل على صدقك. وانظر الآية رقم [٩]. {فَأْتِ:} انظر الآية رقم [٣٥] والمعنى: إن فرعون قال لموسى بعد تبليغ الرسالة: إن كنت جئت من عند من أرسلك ببينة تدل على صدقك؛ فائتني بها، وأحضرها؛ لتصح دعواك، ويثبت صدقك فيما قلت. انتهى خازن.

الإعراب: {قالَ:} ماض، والفاعل يعود إلى فرعون. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتَ:}

ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {جِئْتَ:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان). {بِآيَةٍ:} متعلقان بما قبلهما، وجملة:

{كُنْتَ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَأْتِ:}

الفاء: واقعة في جواب الشرط. (ائت): أمر بمني على حذف حرف العلة، وهو الياء، والكسرة قبلهما دليل عليها، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {بِها:} متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة:

{فَأْتِ بِها} في محل جزم عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد. وإعراب: {إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ} واضح إن شاء الله تعالى. وحذف جواب الشرط لدلالة جواب الأول عليه، والكلام كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ (١٠٧)}

الشرح: {فَأَلْقى عَصاهُ:} فطرح موسى عصاه على الأرض. {فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ:}

(الثعبان): ذكر الحيات العظيم الضخم. وفي آية أخرى: {كَأَنَّها جَانٌّ} والجان: الحية الصغيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>