قبلهما. {أَشْرَكْتُمُونِ:} ماض مبني على السكون، والتاء فاعله، والميم علامة جمع الذكور، وحركت بالضم لتحسين اللفظ، فتولدت واو الإشباع، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة مفعول به، والجملة الفعلية صلة (ما)، على اعتبارها موصولة، والعائد محذوف؛ إذ التقدير:
كفرت بالذي أشركتمونيه، وهو الله تعالى بطاعتكم إياي، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر، التقدير: كفرت بإشراككم إياي. {مِنْ قَبْلُ:} متعلقان بالفعل (أشركتم) على اعتبار (ما) مصدرية، ومتعلقان بالفعل {كَفَرْتُ} على اعتبار (ما) موصولة، وبني قبل على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى، وجملة:{كَفَرْتُ..}. إلخ في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية:{إِنِّي..}. إلخ مع الكلام قبلها في محل نصب مقول القول. {الشَّيْطانُ:} حرف مشبه بالفعل. {الظّالِمِينَ:} اسمها منصوب وعلامة نصبه... إلخ. {لَهُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {عَذابٌ:} مبتدأ مؤخر. {أَلِيمٌ:} صفته، والجملة الاسمية في محل رفع خبر {الشَّيْطانُ}. هذا؛ وإن اعتبرت {لَهُمْ} متعلقين بمحذوف خبر {الشَّيْطانُ،} فيكون {عَذابٌ} فاعلا، بمتعلقهما. هذا؛ والجملة الاسمية:{إِنَّ الظّالِمِينَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول على اعتبارها من مقول الشيطان، ومستأنفة على اعتبارها من مقول الله تعالى. تأمل، وتدبر.
الشرح:{وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا..}. إلخ: لما شرح الله حال الكفار الأشقياء بما تقدم من الآيات الكثيرة شرح أحوال السعداء، وما أعد لهم في الآخرة من الثواب العظيم، والأجر الجزيل؛ إذ اقتضت حكمة الله ورحمته أن لا يذكر التكذيب من الكافرين؛ إلا ويذكر التصديق من المؤمنين، ولا يذكر الإيمان، إلا ويذكر الكفر، ولا يذكر الجنة؛ إلا ويذكر النار، ولا يذكر الرحمة؛ إلا ويذكر الغضب والسخط؛ ليكون المؤمن راغبا، راهبا، خائفا، راجيا.
{بِإِذْنِ رَبِّهِمْ:} بأمره، وفضله، وإنعامه، وهذا يدل على أنهم لا يدخلون الجنة بعملهم إلا بعد إذنه تعالى وتكرمه عليهم، وقد تقدم معنا كثير من ذلك، وانظر الاحتراس في الآية رقم [٢٩] من سورة (الرعد).
الإعراب:{وَأُدْخِلَ:} الواو: حرف استئناف، (أدخل): ماض مبني للمجهول، وقرئ «(وأدخل)» بضم اللام على أنه مضارع مرفوع فيكون فاعله مستترا تقديره: «أنا». {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل، أو في محل نصب مفعول به، وجملة:
{آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها، وجملة:{وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {جَنّاتٍ:} منصوب على الظرفية المكانية عند بعض