بأنه مع خلوه من النفع مستلزم للضر؛ لأنه في الحقيقة عبادة للشيطان من حيث إنه الآمر به، وهو ما يلي في الآية التالية.
الإعراب:{يا أَبَتِ:} انظر الآية السابقة. {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها.
{قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {جاءَنِي:} ماض، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به. {مِنَ الْعِلْمِ:} متعلقان بما قبلهما. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع فاعل (جاء). {الْعِلْمِ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَأْتِكَ:} مضارع مجزوم ب: (لم)، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى ما، وهو العائد، أو الرابط، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية صلة {ما} أو صفتها، وجملة:{قَدْ جاءَنِي..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ). {فَاتَّبِعْنِي:} الفاء: هي الفصيحة. وانظر الآية رقم [٤](اتبعني): التماس من أبيه، والفاعل مستتر تقديره:«أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم؛ إذ التقدير: وإذا كان ما ذكرت حاصلا وصحيحا؛ فاتبعني. {أَهْدِكَ:} مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للأمر، وجزمه عند الجمهور بشرط محذوف، وعلامة جزمه حرف العلة... إلخ، والفاعل مستتر وجوبا تقديره:«أنا»، والكاف مفعوله الأول. {صِراطاً:} مفعوله الثاني.
{سَوِيًّا:} صفة له. هذا؛ والآية كلها في محل نصب مقول القول.
الشرح:{يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ} أي: لا تطعه فيما يأمرك به من الكفر، ومن أطاع شيئا في معصية؛ فقد عبده وانظر الآية رقم [٣١] من سورة (التوبة) تجد ما يسرك. {إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا:} ومعلوم أن المطاوع للعاصي عاص، وكل عاص حقيق بأن يسترد منه النعم، وينتقم منه، ولا تنس: أن الرضا بالمعصية معصية، والسكوت عليها ممّن يستطيع تغييرها معصية أيضا.
{الشَّيْطانَ:} حرف مشبه بالفعل. {الشَّيْطانَ:} اسمها. {كانَ:} ماض ناقص، واسمها يعود إلى {الشَّيْطانَ} تقديره: «هو». {لِلرَّحْمنِ:} متعلقان بما بعدهما. {عَصِيًّا:} خبر {كانَ} وجملة:
{كانَ..}. إلخ في محل رفع خبر {الشَّيْطانَ} والجملة الاسمية تعليل للنهي. هذا؛ وينبغي أن تعلم:
أنه يجوز في {كانَ} هنا ما جاز فيها في الآية رقم [٢٨] من أوجه، ما عدا الزيادة وينبغي أن تعلم أيضا: أن الآية بكاملها في محل نصب مقول القول أيضا؛ إذ هي من قول إبراهيم عليه السّلام كالسابقة، واللاحقة.