للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على المحدث حدثا أكبر، قراءته، وحمله، ومسّه، وعلى المحدث حدثا أصغر حمله، ومسّه، ولا يمنع من قراءته عن ظهر قلب، قال تعالى في تقديسه، وتعظيمه: {لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ}.

الإعراب: {طس:} انظر الآية رقم [١] من سورة (الشعراء). {تِلْكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ، وأجيز اعتباره خبرا لمبتدأ محذوف، التقدير: هذه تلك، فتكون {آياتُ} بدلا من اسم الإشارة، والأول أقوى معنى، وأصح إعرابا، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {آياتُ:} خبر المبتدأ، أو بدل من اسم الإشارة، و {آياتُ} مضاف، و {الْقُرْآنِ} مضاف إليه. {وَكِتابٍ:} معطوف على: {الْقُرْآنِ،} وقرئ برفعه على حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه. {مُبِينٍ:} صفة: (كتاب).

{هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٣)}

الشرح: {هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ:} خص الله المؤمنين بالذكر هنا وفي كثير من الآيات؛ لأنهم هم المهتدون، والمنتفعون بآيات القرآن، فعملوا بتعاليمه، وامتثلوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، ولذا وصفهم العزيز الحكيم بالصفات الثلاث الآتية. هذا؛ وأصل {هُدىً} هديا، أو هدي، بضم الهاء، وفتح الدال، وتحريك الياء منونة، فقلبت الياء ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فاجتمع ساكنان، الألف والتنوين الذي يرسم ألفا في حالة النصب بحسب الأصل، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار {هُدىً} وإنما أتوا بياء أخرى؛ لتدل على الياء الأصلية المحذوفة، بخلاف ما إذا لم يأتوا بها، وقالوا: هدا؛ فلا يوجد ما يدل عليها.

{لِلْمُؤْمِنِينَ:} جمع: مؤمن، والإيمان الصحيح: هو الإقرار باللسان، والتصديق بالجنان، والعمل بالأركان، ولما سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الإيمان، قال: «الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقضاء، والقدر: خيره، وشرّه من الله تعالى».

والإيمان يزيد، وينقص على المعتمد، كما بينته في الآية رقم [٢] من سورة (الأنفال) وله شعب كثيرة، وفروع عديدة، وهي سبع وسبعون، أعلاها: {لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ،} وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، وهو بفتح الهمزة جمع: يمين، بمعنى الحلف بالله، أو بصفة من صفاته، أو باسم من أسمائه، قال تعالى: {وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النّاسِ} واليمين أيضا: اليد اليمنى، وتجمع أيضا على: أيمان، كما في قوله تعالى: {أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ} وهو كثير في القرآن الكريم.

{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ:} يؤدونها في أوقاتها، ويحافظون على طهارتها، ويتمّون ركوعها، وسجودها، وخشوعها، ومن لم يؤدها على الوجه الأكمل، يقال عنه: صلّى، ولا يقال: أقام

<<  <  ج: ص:  >  >>