الصلاة. هذا؛ والصلاة في اللغة: الدعاء، والتضرّع، وهي في الشرع: أقوال، وأفعال مخصوصة، مبتدأة بالتكبير، مختتمة بالتسليم، ولها شروط، وأركان، ومبطلات، ومكروهات، ومندوبات مذكورة في الفقه الإسلامي، والصلاة من العبد معناها: التضرّع والدعاء، ومن الملائكة على العبد معناها: الاستغفار، وطلب الرحمة، ومن الله على عباده، معناها الرحمة وإنزال البركات، وقد جمعت الأنواع الثلاثة في قوله تعالى:{إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}. وانظر:{أَضاعُوا الصَّلاةَ} في الآية رقم [٥٩] من سورة (مريم) على نبينا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام.
هذا؛ وأصل {يُقِيمُونَ:}(يؤقومون) حذفت الهمزة للتخفيف، حملا على المبدوء بهمزة المضارعة، مثل أاقوم، الذي حذفت همزته الثانية للتخلص من ثقل الهمزتين، فصار:(يقومون) ثم يقال في إعلاله: اجتمع معنا حرف صحيح ساكن، وحرف علة متحرك، والحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، فنقلت حركة الواو، وهي الكسرة إلى القاف قبلها، فصار:(يقومون) ثم قلبت الواو ياء، لمناسبة الكسرة، وهذا الإعلال يجري في كل فعل ثلاثي مزيدة الهمزة في أوله للتعدية، مثل: أجاب، يجيب، وأكرم، يكرم... إلخ، كما حذفت الهمزة الثانية من: يؤمنون؛ لأن ماضيه: آمن، وأصله: أأمن، والمضارع: يؤأمن أؤمن، فحذفت من الأول، وتسهل في الثاني، وقد يجيء على القياس، وهو الأصل المهجور، كما في قول أبي حيان الفقعسي:[الرجز]
فإنّه أهل لأن يؤكرما
ولا تنس: أن هذه الهمزة المزيدة تحذف من اسمي الفاعل، والمفعول المأخوذين من الفعل الثلاثي المزيدة فيه الهمزة، وذلك مثل: مكرم، ومكرم، والقياس: مؤكرم، ومؤكرم، وقس على ذلك، وإعلال (يؤتون) مثل ما تقدم؛ لأن ماضيه آتي، وأصله أأتى، وأصل {يُوقِنُونَ}(يؤيقنون)؛ لأنه من:(أيقن) الرباعي، فحذفت الهمزة على مثال ما رأيت في {يُقِيمُونَ} فصار:
(ييقنون) ثم قلبت الياء الثانية واوا لسكونها، وانضمام ما قبلها.
هذا؛ وأما {الزَّكاةَ} فهي في اللغة: التطهير، والنماء. وفي الشرع: اسم لمال مخصوص، يدفع لأشخاص معلومين مذكورين في الآية رقم [٦٠] من سورة (التوبة)، وقد خص الله الصلاة، والزكاة بالذكر؛ لأن الصلاة أفضل العبادات البدنية، وشرعت لذكر الله، والزكاة أفضل العبادات المالية، ومجموعهما التعظيم لأمر الله، والشفقة على خلق الله. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٣١] من سورة (مريم) على نبينا، وحبيبنا، وعليها ألف صلاة، وألف سلام، تجد ما يسرك، ويثلج صدرك، وانظر الصلاة التي تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، والتي لا تنهاه في العنكبوت [٤٥].
الإعراب:{هُدىً:} يجوز في محله النصب على الحال من {آياتُ} أي: هداية، وبشارة، والعامل اسم الإشارة؛ لما فيه من معنى الفعل، ويجوز في محله الجر على أنه بدل من (كتاب)،