الأكل بالغنم خصوصا الضأن أشهر، فلذلك اختيرت الضحايا منها على الغنم، فلذلك جردت هذه المنافع بالإخبار عن وجودها فيها غير مقرونة بما يدل على أنها المقصود. انتهى.
الشرح:{وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ} أي: في الأنعام منافع، وهو ما ذكر من الأصواف، والأشعار، والألبان، والنسل، وغير ذلك. {وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ} أي: ما ذكر من حمل الأثقال، والتنقل في الأسفار. هذا؛ و {حاجَةً} هي ما يحتاج إليه. وتجمع على: حاج، وحوج (بوزن عنب) وحوائج على غير قياس، وحاجات، قال الشاعر:[الطويل]
أرى الدّهر إلاّ منجنونا بأهله... وما صاحب الحاجات إلاّ معذّبا
وهذا هو الشاهد رقم [١١٧] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» و «المنجنون» الدولاب الذي يستقى عليه. و:«الدهر»: الزمان. {وَعَلَيْها:} على الأنعام. {وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ:} الحمل على الأنعام في البر، والحمل على الفلك في البحر، وإنما قال (على الفلك) ولم يقل: في الفلك؛ للمزاوجة؛ أي: للمشاكلة، وتغيير النظم في الأكل؛ لأنه في حيز الضرورة. وقيل: لأنه يقصد به التعيش، والتلّذذ. والركوب، والمسافرة عليها قد يكونان لأغراض دينية واجبة ومندوبة، أو للفرق بين العين والمنفعة. انتهى. بيضاوي. وقال الجمل نقلا من أبي السعود:
فالجواب: أن كلمة (على) للاستعلاء، والشيء الذي يوضع على الفلك، كما يصح أن يقال:
وضع فيه؛ صح أن يقال: وضع عليه. ولما صح الوجهان، كانت لفظة:(على) أولى، حتى تتم المزاوجة في قوله:{وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ}.
الإعراب:{وَلَكُمْ:} الواو: حرف عطف. (لكم): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {فِيها:} متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف حال من الضمير المستتر في الخبر المحذوف، أو هما متعلقان ب:{مَنافِعُ} بعدهما. {مَنافِعُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها في المعنى؛ إذ المعنى: ولتنتفعوا بها.
{وَلِتَبْلُغُوا:} معطوف على {لِتَرْكَبُوا} وهو مثله في الإعراب، والتأويل، والتقدير. {عَلَيْها:}
جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {حاجَةً:} مفعول به. {فِي صُدُورِكُمْ:} متعلقان بمحذوف صفة: {حاجَةً،} والكاف في محل جر بالإضافة. (عليها): جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما. {وَعَلَى الْفُلْكِ:} معطوفان على ما قبلهما. {تُحْمَلُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، وهو في المعنى معطوف على ما قبله؛ إذ المعنى: ولتبلغوا عليها... ولتحملوا عليها وعلى الفلك.