للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {نَطْمَعُ:} فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: «نحن». {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {يَغْفِرَ:} فعل مضارع منصوب ب‍ {أَنْ}. {لَنا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {رَبُّنا:} فاعل، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {خَطايانا:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، و (نا): في محل جر بالإضافة، والمصدر المؤول من: {أَنْ يَغْفِرَ..}. إلخ في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: إنا نطمع بمغفرة ربنا لنا خطايانا، أو في محل نصب مفعول به على تضمين {نَطْمَعُ} معنى: نرجو، وجملة: {نَطْمَعُ..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية: {إِنّا..}. إلخ تعليل ثان لنفي الضير، أو تعليل للعلة المتقدمة. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب. {كُنّا:} فعل ماض ناقص، مبني على السكون في محل نصب ب‍ {أَنْ،} و (نا):

اسمها. {أَوَّلَ:} خبر كان، و {أَوَّلَ} مضاف، و {الْمُؤْمِنِينَ} مضاف إليه مجرور... إلخ، و {أَنْ كُنّا:} في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: لأن كنا... ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل {يَغْفِرَ،} وعلى قراءة كسر الهمزة، قال فيه الزمخشري: هو من الشرط الذي يجيء به المدل بأمره، المتحقق لصحته، وهم كانوا متحققين: أنهم أول المؤمنين، ونظيره قول العامل لمن يؤخر جعله: إن كنت عملت لك؛ فوفني حقي، ومنه قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي} مع علمه: أنهم لم يخرجوا إلا لذلك. انتهى. كشاف. وعلى ما تقدم يكون جواب الشرط محذوفا، التقدير: إن كنا أول المؤمنين؛ فهو يغفر لنا خطايانا.

{وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٥٢)}

الشرح: {وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى..}. إلخ: هذا الإيحاء والأمر بالسير كان بعد ثلاثين سنة أقامها موسى بينهم يدعوهم إلى توحيد الله تعالى، فلم يزدادوا إلا عتوا، وعنادا على كثرة المعجزات التي رأوها على يد موسى، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. وقد فصل ذلك في سورة (الأعراف) في الآية رقم [١٣٢] وما بعدها. {إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ:} يتبعكم فرعون، وجنوده، أي: أسر بهم حتى إذا اتبعوكم مصبحين، كان لكم تقدم عليهم، بحيث لا يدركونكم قبل وصولكم إلى البحر، بل يكونون على أثركم حين تلجون البحر، فيدخلون مدخلكم، فأطبقه عليهم، فأغرقهم، وتنجون أنتم.

هذا؛ وأسرى فيه لغتان: سرى وأسرى، وقرئ هنا بكسر نون {أَنْ} على أن الهمزة للوصل، من الأول، وقرئ بسكون النون على أن الهمزة للقطع من الثاني، وقد جمع حسان بن ثابت-رضي الله عنه-بين اللغتين في بيت واحد؛ حيث قال: [الكامل]

حيّ النّضيرة ربّة الخدر... أسرت إليّ ولم تكن تسري

<<  <  ج: ص:  >  >>