للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإضافة. {مِنْ رُسُلِنا:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المحذوف المنصوب، و {مَنْ} بيان لما أبهم في الموصول، و (نا): في محل جر بالإضافة. {أَجَعَلْنا:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. (جعلنا): فعل، وفاعل. {مِنْ دُونِ:} متعلقان بالفعل بعدهما، و {دُونِ:} مضاف.

و {الرَّحْمنِ} مضاف إليه. {آلِهَةً:} مفعول به. {يُعْبَدُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب صفة: {آلِهَةً،} والجملة: {أَجَعَلْنا..}. إلخ في محل نصب مفعول به ثان للفعل (اسأل). وجملة: {وَسْئَلْ..}. إلخ معطوفة على جملة: (استمسك...) إلخ لا محلّ لها مثلها.

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٦)}

الشرح: لما أعلم الله النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه منتقم له من عدوه، وأقام الحجة باستشهاد الأنبياء، واتفاق الكل على التوحيد، أكّد ذلك بقصة موسى: أنه ابتعثه إلى فرعون، وشيعته من الأمراء، والوزراء، والقادة، والأتباع من القبط، وبني إسرائيل، يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأنه بعث معه آيات عظاما، كيده، وعصاه، وما أيده الله به من المعجزات كالطوفان، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم، ومن نقص الزروع، والأنفس والثمرات كما رأيت تفصيله في سورة (الأعراف) رقم [١٣٢].

هذا؛ وموسى أصله: (موشى) مركبا من اسمين: الماء، والشجر. فالماء يقال له في العبرانية (مو) والشجر يقال له: (شا) فعربته العرب، وقالوا: موسى بالسين، وسبب تسميته بذلك: أن امرأة فرعون التقطته من نهر النيل بين الماء والشجر لما ألقته أمه فيه، كما رأيت في سورة (طه) وفي سورة (القصص).

{فِرْعَوْنَ:} قال المسعودي: ولا يعرف لفرعون تفسير في العربية، وظاهر كلام الجوهري: أنه مشتق من معنى العتو، فإنه قال: والفراعنة: العتاة، وقد تفرعن، وهو ذو فرعنة؛ أي: دهاء، ومكر، وفرعون: لقب لمن ملك العمالقة في مصر، كقيصر، وكسرى لملكي الروم والفرس. وكان فرعون موسى مصعب بن الريان. وقيل: ابنه الوليد من بقايا قوم عاد. وفرعون يوسف-على نبينا، وعليهم جميعا ألف صلاة، وألف سلام-ريان بن الوليد، وبينهما أكثر من أربعمئة سنة، وكان ملك فرعون موسى أربعمئة سنة، وعاش ستمئة سنة وعشرين، ولم ير مكروها قطّ، ولو حصل له في تلك المدة جوع يوم، أو وجع يوم، أو حمى يوم؛ لما ادعى الربوبية، ولا تنس أن فرعون هذه الأمة هو أبو جهل الخبيث.

<<  <  ج: ص:  >  >>