للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ:} أقسم الله بنفسه على نفسه: أنه يسألهم يوم القيامة عما كانوا يكذبون في الدنيا من قولهم: إن هذه الحجارة آلهة، وإن لها نصيبا من أموالهم، وفي الآية التفات من الغيبة إلى الخطاب، انظر الآية رقم [٢٢]، وانظر سؤال الكافرين في الآية رقم [٩٢ و ٩٣] من سورة (الحجر).

الإعراب: {وَيَجْعَلُونَ:} الواو: حرف استئناف. (يجعلون): مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {لِما:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة والمصدرية. {لا:} نافية.

{يَعْلَمُونَ:} مضارع، وفاعله، والجملة الفعلية صلة (ما) والعائد واو الجماعة، التقدير:

ويجعلون لآلهتهم التي لا علم لها؛ لأنها جماد، أو التقدير: التي لا يعلمونها، فيعتقدون فيها جهالات مثل أنها تنفعهم، وتشفع لهم، فيكون العائد محذوفا، وتكون الواو عائدة على المشركين، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤوّل مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر باللام، ويكون التقدير: يجعلون لعدم علمهم. {نَصِيباً:} مفعول (يجعلون). {مِمّا:} متعلقان بمحذوف صفة {نَصِيباً،} و (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر ب‍: (من). {لَيَرْزُقَنَّهُمُ:} ماض، وفاعله، ومفعوله الأول، والجملة الفعلية صلة (ما)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: من الذي، أو من شيء رزقناهم إياه، ويجوز اعتبار (ما) مصدرية تؤوّل مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر ب‍: (من)، التقدير: نصيبا كائنا من رزقنا لهم، وجملة: {وَيَجْعَلُونَ..}. إلخ مستأنفة، قال الجمل: لعله عطف على ما سبق بحسب المعنى؛ أي: يفعلون ما يفعلون من الجؤار إلى الله تعالى عند مسّ الضرّ، ومن الإشراك به عند كشفه، ويجعلون... إلخ. {تَاللهِ:} متعلقان بفعل محذوف تقديره: أقسم. {لَتُسْئَلُنَّ:} اللام: واقعة في جواب القسم. (تسألن): مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، وواو الجماعة المحذوفة المدلول عليها بالضمة فاعله، والنون للتوكيد حرف لا محل له، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محل له. هذا؛ وإعراب:

{عَمّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ} مثل إعراب: {بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} في الآية رقم [٢٨] بلا فارق.

{وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ (٥٧)}

الشرح: {وَيَجْعَلُونَ لِلّهِ الْبَناتِ:} المراد: قبيلة خزاعة وكنانة، فإنّهم قالوا: الملائكة بنات الله، وإنما أطلقوا لفظ البنات على الملائكة لاستتارهم عن العيون كالنساء التي تحتجب عن أعين الناظرين، أو لدخول التاء المربوطة التي هي علامة التأنيث على لفظ الملائكة. {سُبْحانَهُ:}

نزه الله نفسه عن الولد، والبنات. وانظر الآية رقم [١] فالبحث فيها جيد. {وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ} أي: ويجعلون لأنفسهم البنين الذكور ويأنفون من البنات، فيخصون أنفسهم بالأفضل، قال

<<  <  ج: ص:  >  >>