وهي مفسرة لا محل لها على اعتبار جهنم منصوبا بفعل محذوف. (بئس): ماض جامد دال على إنشاء الذم. {الْقَرارُ:} فاعله، والمخصوص بالذم محذوف، التقدير: المذمومة هي، وجملة:
{وَبِئْسَ الْقَرارُ} مستأنفة، لا محل لها. وقيل: حالية، ولا وجه له البتة؛ لأنها إنشائية.
الشرح:{وَجَعَلُوا لِلّهِ أَنْداداً} أي: اخترع، وابتدع الكفار، والمشركون أمثالا، وأشباها من الحجارة ونحوها يعبدونها من دون الله، وليس لله ندّ، ولا شبيه، ولا مثيل، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا! وأنداد جمع: ند، وهو المقاوم، والمضاهي، سواء أكان مثلا، أو ضدا، أو خلافا.
وقيل: هو الضد. وقيل: هو الكفء، والمثل. {لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ} أي: ليضلوا الناس عن طريق الهدى ودين الحق، وسبيل الله: هو دينه، وشرعه الذي أوحاه إلى محمد صلّى الله عليه وسلّم، وانظر شرح:{سَبِيلِي} في الآية رقم [١٠٨] من سورة (يوسف) عليه السّلام. هذا؛ وقرئ الفعل بفتح الياء، فيكون المعنى ليضلوا هم، فتكون اللام لام العاقبة؛ أي: لتكون عاقبتهم إلى الضلال.
{قُلْ:} خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ويعم كل عاقل من شأنه أن يخاطب الكفار، والمجرمين بما يلي:{تَمَتَّعُوا} أي: بدنياكم قليلا، أو بعبادتكم الأوثان، أو اتباع الأهواء، فإنها من قبيل الشهوات التي يتمتع فيها، وفي التهديد بصيغة الأمر إيذان بأن المهدد عليه كالمطلوب لإفضائه إلى المهدد به. {فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النّارِ} أي: مردكم ومرجعكم إلى عذاب جهنم، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
بعد هذا فالنار: أصلها النّور، تحركت الواو، وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، وهي من المؤنث المجازي، وقد تذكر، وتصغيرها: نويرة، والجمع أنور، ونيران، ونيرة، ويكنى بها عن جهنم التي سيعذب الله بها الكافرين والفاسقين من أبناء المسلمين، والفعل نار ينور، يستعمل لازما، ومتعديا إذا بدئ بهمزة التعدية، كما في قولك: أنارت الشمس الكون. هذا وانظر دركات النار في الآية رقم [٤٤] من سورة (الحجر).
الإعراب:{وَجَعَلُوا:} الواو: حرف عطف. {(جَعَلُوا:)} ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {لِلّهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني تقدم على الأول، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {أَنْداداً}. {أَنْداداً:} مفعول به.
{لِيُضِلُّوا:} مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، أو العاقبة وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله، و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {عَنْ سَبِيلِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة وجملة: {(جَعَلُوا...)} إلخ معطوفة على جملة: {(أَحَلُّوا...)} إلخ، أو هي مستأنفة،