للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حب التنقلات، والسآمة من الاستمرار على منوال واحد. هذه فوائده العامة، ويختص كل موضع بنكت، ولطائف باختلاف محله، كما هو مقرر في علم البديع، ووجهه حث السامع، وبعثه على الاستماع؛ حيث أقبل المتكلم عليه، وأعطاه فضل عنايته، وخصصه بالمواجهة.

هذا؛ ووصف {بَلْدَةً} ب‍: {مَيْتاً} وهو مذكر؛ لأنّ البلدة بمعنى: البلد، والمكان. وقال الليث: البلد كل موضع من الأرض عامر، أو غير عامر، خال، أو مسكون. والطائفة منه:

بلدة، والجمع بلاد. زاد غيره: والمفازة تسمى بلدة؛ لكونها مسكن الوحش، والجن. قال الأعشى في معلقته: [البسيط]

وبلدة مثل ظهر التّرس موحشة... للجنّ في اللّيل في حافاتها زجل

وقال جران العود: وهو الشاهد رقم [٤١٨] من كتابنا: «فتح رب البرية». [الرجز]

وبلدة ليس بها أنيس... إلاّ اليعافير، وإلاّ العيس

وتذكّر البلدة، قال تعالى: {*لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (١) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ} وقال رؤبة بن العجاج، وهو الشاهد رقم [١٧٨] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الرجز]

بل بلد مثل الفجاج قتمه... لا يشترى كتّانه وجهرمه

الإعراب: {وَالَّذِي:} الواو: حرف عطف. (الذي): معطوف على ما قبله. {نَزَّلَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (الذي)، وهو العائد. {مِنَ السَّماءِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من: {السَّماءِ،} كان صفة له على مثال ما رأيت في الآية رقم [٤].

{السَّماءِ:} مفعول به. {بِقَدَرٍ:} متعلقان بالفعل: {نَزَّلَ،} والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {فَأَنْشَرْنا:} فعل، وفاعل. {بِهِ:} متعلقان بما قبلهما. {بَلْدَةً:} مفعول به.

{مَيْتاً:} صفة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محلّ لها مثلها. {كَذلِكَ:} الكاف:

حرف تشبيه وجر، و «ذا»: اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة مفعول مطلق محذوف، عامله ما بعده، التقدير: تخرجون من قبوركم خروجا مثل خروج النبات من البلدة الميتة. {تُخْرَجُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو نائب فاعله، ويقرأ: «(يخرجون)» بالبناء للمعلوم، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها.

{وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ (١٢)}

الشرح: {وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها:} أصناف المخلوقات من الإنسان، والحيوان، والنبات. وقيل: ما يتقلب فيه الإنسان من خير وشر، وإيمان وكفر، ونفع وضر، وفقر وغنى،

<<  <  ج: ص:  >  >>