للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به أول. {اللهُ:} فاعله، والجملة الفعلية صلة (ما)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف التقدير: من الذي، أو من شيء آتاه الله إياه.

{لا:} نافية، {يُكَلِّفُ:} فعل مضارع. {اللهُ:} فاعله. {نَفْساً:} مفعول به، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {إِلاّ:} حرف حصر. {مِمّا:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها. والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: إلا الذي، أو شيئا آتاها إياه. {سَيَجْعَلُ:} (السين): حرف استقبال، (يجعل): فعل مضارع. {اللهُ:} فاعله. {بَعْدَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، أو هو متعلق بمحذوف حال من {يُسْراً،} كان صفة له، و {بَعْدَ:} مضاف، و {عُسْرٍ:} مضاف إليه.

{يُسْراً:} مفعول به، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها.

{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (٨)}

الشرح: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} أي: وكثير من أهل القرى. فهو على حذف مضاف. ففي ذلك مجاز مرسل، علاقته المحلية، من إطلاق المحل، وإرادة الحال. {عَتَتْ:} عصت، وطغت، وخرجت عن طاعة ربها، وطاعة رسله. {فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً} أي: بالمناقشة، والاستقصاء.

وقيل: حاسبها بعملها في الكفر، فجزاها النار. أو المعنى: فجازيناها على عصيانها، وطغيانها بأنواع العذاب. {وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً} أي: منكرا فظيعا. وقيل: في الاية تقديم، وتأخير مجازها، فعذبناها في الدنيا بالجوع، والقحط، والسيف، وسائر أنواع البلاء، وحاسبناها في الاخرة حسابا شديدا، والتعبير في الماضي بدل المستقبل إنما هو لتحقق وقوعه؛ لأن المنتظر من وعد الله ووعيده ملقى في الحقيقة. وقد نوهت عن ذلك كثيرا وكثيرا.

هذا؛ و (كأيّن) أصلها: أيّ الاستفهامية، دخلت عليها كاف التشبيه، فصارت بمعنى: «كم» الخبرية التكثيرية، وهي كناية عن عدد مبهم، مثل: كم، وكذا، وفيها خمس لغات، كلها قرئ بها: إحداها: كأيّن، وهي الأصل، وبها قرأ الجماعة إلا ابن كثير، والثانية: كائن بوزن: كاعن، وبها قرأ ابن كثير، وجماعة، وهي أكثر استعمالا من (كأيّن) وإن كانت الأصل، وهو كثير في الشعر العربي، والثالثة: كئين بوزن: كريم، والرابعة: كيئن بياء ساكنة وهمزة مكسورة.

والخامسة: كأن بوزن: كفن. هذا؛ والجلال المحلي اعتبر (كأين) بسيطة غير مركبة، وأن آخرها نون من نفس الكلمة لا تنوين؛ لأن هذه الدعاوى المتقدمة لا يقوم عليها دليل، والشيخ-رحمه الله تعالى-سلك في ذلك الطريق الأسهل، والنحويون ذكروا هذه الأشياء محافظة على أصولهم مع ما ينضمّ إلى ذلك من الفوائد، وتشحين الذهن، وتمرينه. انتهى. جمل في غير هذا الموضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>