للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاسمية في محل نصب حال من الضمير المنصوب. والرابط: الواو، والضمير. والجملة الفعلية: {ما يَنْظُرُونَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠)}

الشرح: {فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً} أي: إذا حصلت الصيحة؛ فلا يقدر الناس أن يوصي بعضهم بعضا بأمر من الأمور، أو بالتوبة إلى الله تعالى، والإقلاع عن المعاصي؛ بل يموت كل واحد في مكانه الذي هو فيه. {وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} أي: لا يرجعون إلى منازلهم. بمعنى لا يتمكنون من ذلك. والحديث الذي ذكرته شاهد صدق.

الإعراب: {فَلا:} الفاء: حرف استئناف. (لا): نافية. {يَسْتَطِيعُونَ:} مضارع مرفوع إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {تَوْصِيَةً:} مفعول به. {وَلا:} الواو:

حرف عطف. (لا): نافية. {إِلى أَهْلِهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {يَرْجِعُونَ:}

مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (٥١)}

الشرح: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ:} الصور كهيئة البوق. قاله مجاهد، ويدل على صحته ما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص-رضي الله عنه-، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال:

ما الصّور؟ قال: «قرن ينفخ فيه». أخرجه أبو داود والترمذي رحمهما الله تعالى، وقال أبو هريرة رضي الله عنه، قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله لمّا فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصّور، فأعطاه إسرافيل، فهو واضعه على فيه، شاخص ببصره إلى العرش، ينتظر متى يؤمر بالنفخة». قلت:

يا رسول الله! ما الصّور؟ قال: «قرن والله عظيم! والذي بعثني بالحقّ إنّ عظم دارة فيه كعرض السماء والأرض!».

وعن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كيف أنتم؟ وقد التقم صاحب القرن القرن، وحنى جبهته، وأصغى سمعه، ينتظر أن يؤمر أن ينفخ؟!». وكأنّ ذلك ثقل على أصحابه، فقالوا: كيف نفعل يا رسول الله؟! وكيف نقول؟ فقال: «قولوا: حسبنا الله، ونعم الوكيل، على الله توكّلنا». وربّما قال: «توكلنا على الله». أخرجه الترمذي.

وينبغي أن تعلم: أن الذي ينفخ في الصور، إنما هو إسرافيل-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-أحد الملائكة العشرة المقربين، وهو ينفخ نفختين، بينهما أربعون عاما على الصحيح، الأولى: لإماتة الخلق أجمعين، والثانية: لإحيائهم، وبعثهم للحساب، والجزاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>