للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفعل {اِسْتَجِيبُوا}. {دَعاكُمْ}: ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى الرسول، والكاف مفعول به. {لِما}: متعلقان بالفعل قبلهما، وما: تحتمل الموصولة والموصوفة والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر باللام. {يُحْيِيكُمْ}: مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، والفاعل يعود إلى الرسول، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية صلة ما، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف، إذ التقدير: يحييكم به، وعلى اعتبار ما مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر باللام، أي: لإحيائكم، واعتبار {إِذا} شرطية ضعيف هنا. {أَنَّ}: حرف مشبه بالفعل. {اللهَ}: اسمها. {يَحُولُ}: مضارع، وفاعله يعود إلى (الله)، والجملة الفعلية خبر {أَنَّ،} و {أَنَّ} واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي: (اعلموا)، والجملة الفعلية هذه معطوفة على جملة {اِسْتَجِيبُوا} لا محل لها مثلها. {بَيْنَ}: ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، و {بَيْنَ}: مضاف، و {الْمَرْءِ}: مضاف إليه.

{وَقَلْبِهِ}: معطوف على ما قبله، والهاء: في محل جر بالإضافة. {وَأَنَّهُ}: حرف مشبه بالفعل، والهاء: اسمها. {إِلَيْهِ}: متعلقان بما بعدهما. {تُحْشَرُونَ}: مضارع مبني للمجهول، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أن)، و (أن) واسمها وخبرها في تأويل مصدر معطوف على سابقه، فهو في محل نصب مثله.

{وَاِتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢٥)}

الشرح: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ..}. إلخ: أي: احذروا وخافوا فتنة، إن كثرت، ونزل العذاب بسببها لا يقتصر على الظالمين والفاسدين، بل يعم الصالح والمفسد، والتقي والشقي، قال ابن عباس-رضي الله عنهما-أمر الله المؤمنين ألا يقروا المنكر بين أظهرهم، فيعمهم العذاب، وهذا هو الذي تعضده الأحاديث الصحيحة، ففي صحيح مسلم عن زينب بنت جحش:

أنها سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم إذا كثر الخبث». وفي سنن الترمذي «إنّ الناس إذا رأوا الظّالم، ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده». وانظر الآية رقم [١٠٤] آل عمران والآية رقم [٨١] المائدة وما بعدها، والآية رقم [١٦٢] الأعراف، وما بعدها.

هذا؛ وقال البيضاوي: اتقوا ذنبا يعمكم أثره، كإقرار المنكر بين أظهركم، والمداهنة في الأمر بالمعروف، وافتراق الكلمة، وظهور البدع، والتكاسل في الجهاد. وهذا على تفسير الفتنة بالذنب، وأما على تفسيرها بالبلاء الذي يتسبب عن المنكر، وهو العذاب الدنيوي، فيكون بالأمراض الخبيثة، والقحط، والغلاء، وتسلط الظلمة، وغير ذلك كافتراق الكلمة. {وَاعْلَمُوا أَنَّ}

<<  <  ج: ص:  >  >>