الإعراب:{اللهِ:} يقرأ بالجر على أنه بدل من العزيز الحميد، أو عطف بيان، ويقرأ بالرفع على أنه مبتدأ، خبره ما بعده، وأجاز أبو البقاء اعتباره خبرا لمبتدإ محذوف، التقدير: هو الله، واعتباره مبتدأ، وخبره محذوف دل عليه ما قبله. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة لفظ الجلالة على قراءة الجر، وفي محل رفع خبره على قراءة الرفع. {اللهِ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر، {فِي السَّماواتِ:} متعلقان بمحذوف صلة {ما،} أو بمحذوف صفتها. {(ما)} في الأرض، عطف على ما قبلهما، والإعراب والاعتبار مثل ذلك، والجملة الاسمية:{لَهُ ما فِي..}. إلخ: صلة الموصول لا محل لها، والجملة الاسمية:{اللهِ..}. إلخ على قراءة الرفع مستأنفة، لا محل لها. {وَوَيْلٌ:}
الواو: حرف استئناف. {(وَيْلٌ):} مبتدأ، سوغ الابتداء به، وهو نكرة الدعاء؛ لأنه من المسوغات سواء أكان دعاء له، أو عليه... إلخ. {لِلْكافِرِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. {مِنْ عَذابٍ:}
متعلقان بمحذوف صفة ويل بعد الخبر، وهو جائز، ولا يجوز أن يتعلقا ب: {(وَيْلٌ)} لأجل الفصل. انتهى. عكبري، وقال أبو السعود: متعلقان به على معنى يولون، ويضجون منه، والأول أولى. {شَدِيدٍ:} صفة عذاب، والجملة الاسمية: {(وَيْلٌ...)} إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ:} يختارون الفانية على الباقية، ويفضلون العاجلة على الآجلة. {وَيَصُدُّونَ:} يمنعون، ويصرفون، وهو بضم الصاد. هذا؛ ويأتي بمعنى: يعرضون، ويميلون، كما في قوله تعالى:{رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً} ويأتي بضم الصاد وكسرها، كما يأتي بمعنى: يضجون فرحا، وهو بكسر الصاد، كما في قوله تعالى:{وَلَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} ومصدر الأولين: صد، وصدود، ومصدر الأخير: صديد، والصدد: القرب، يقال: داري صدد داره، أي قبالتها وقربها، والصدد: القصد، تقول: رجعنا إلى ما نحن بصدده، أي بقصده، وهو أيضا الميل بفتح الياء والناحية، قال البيضاوي: وقرئ بضم الياء من أصده، وهو منقول من صد صدودا: إذا تنكب، وليس فصيحا؛ لأن في صده مندوحة عن تكلف التعدية بالهمزة. {سَبِيلِ اللهِ:} دينه وشريعته، وانظر شرح:{سَبِيلِي} في الآية رقم [١٠٨] من سورة (يوسف) عليه السّلام.
{وَيَبْغُونَها عِوَجاً:} يطلبون لها اعوجاجا، وميلا عن القصد والاستقامة، وذلك بمنعهم الناس عن الدخول في الإسلام، وأنث الضمير على اعتبار السبيل مؤنثة. هذا والعوج بكسر العين وفتحها، وقد فرق العرب بينهما، فخصوا المكسور بالمعاني، والمفتوح بالأعيان، تقول: