إليها، {لا:} نافية. {يَذْكُرُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية جواب (إذا) لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله، لا محل له مثله، وأيضا:{وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ:} كلام معطوف على ما قبله، لا محل له مثله. {وَقالُوا:} الواو: حرف عطف، (قالوا): فعل، وفاعل، والألف للتفريق. {إِنْ:} حرف نفي بمعنى: «ما». {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه لا محل له. {إِلاّ:} حرف حصر.
{سِحْرٌ:} خبر المبتدأ. {مُبِينٌ:} صفة: {سِحْرٌ}. والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة:{وَقالُوا..}. إلخ معطوفة على جواب (إذا) لا محل لها مثله.
الشرح:{أَإِذا،}{أَإِنّا:} يقرأ هذان اللفظان بقراآت كثيرة، جملتها تسع، وكلها سبعية، وهذه الآية قد ذكرت بحروفها كاملة في الآية رقم [٨٢] من سورة (المؤمنون)، وبمعناها في الآية رقم [٤٩] و [٩٨] من سورة (الإسراء). هذا؛ و {مِتْنا} يقرأ بضم الميم، وكسرها، فالأول من باب: نصر، وقتل، ك: قلت وصنت، والثاني من باب: علم، وفهم، ك: خفت، ونمت. وقول المفسرين: من: مات، يمات، كخاف، يخاف، ونام، ينام، وهو بعد الإعلال يعود إلى باب:
علم. هذا؛ وقول المشركين في هذه الآية، وأمثالها تعجب منهم، واستبعاد للبعث بعد الموت، وفناء الجسد، وشاعرهم هو الذي يقول:[الوافر]
ألا من بلّغ الرحمن عني... بأنّي تارك شهر الصيام
أيوعدنا ابن كبشة أن سنحيا... وكيف حياة أصداء وهام؟!
أتترك أن تردّ الموت عنّي... وتحييني إذا بليت عظامي؟
فهو يقصد بابن كبشة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأبو كبشة هي كنية زوج حليمة السعدية، مرضعته صلّى الله عليه وسلّم، فقد كانوا يطلقون عليه ذلك تحقيرا له صلّى الله عليه وسلّم، ولكنهم لم يتأملوا: أنهم كانوا قبل ذلك ترابا، فخلقهم الله، وأظهرهم إلى الوجود، وهم ظنوا: أن البعث، والإعادة يكونان في الدنيا، وهم لم يروا أحدا رجع إلى الدنيا ممن تقدمهم.
الإعراب:{أَإِذا:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان... إلخ، وهذا عند سيبويه، رحمه الله تعالى. {مِتْنا:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها، وجواب (إذا) محذوف دل عليه الجملة الآتية، التقدير: أئذا متنا... نبعث. ولا يجوز أن يعمل فيها (مبعوثون)؛ لأن ما بعد (إنّ) لا يعمل فيما قبلها، وينبغي أن تعلم: أنّ (إذا) هنا ظرف مجرد عن الشرطية، فإن تقدير الكلام:(أنبعث إذا...) إلخ