الشجر، والحجر، يبالغون في السخرية، والاستهزاء، أو يدعون غيرهم، ويحضونهم على ذلك.
هذا؛ وقيل: يسخر، ويستسخر بمعنى: واحد، والسين والتاء ليستا للطلب على الاعتبارين.
{وَقالُوا إِنْ هذا} أي: القرآن الذي جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم. {إِلاّ سِحْرٌ مُبِينٌ:} وذلك كان منهم وقت أن عجزوا عن مقابلة المعجزات بشيء، أو عجزوا عن معارضة القرآن، قالوا: هذا سحر، وتخييل وخداع.
هذا؛ والسحر: كل ما لطف، ودق. يقال: سحره: إذا أبدى له أمرا يدق عليه، ويخفى.
وقال الغزالي في الإحياء ما نصّه: السحر نوع يستفاد من العلم بخواص الجواهر، وبأمور حسابية في مطالع النجوم، فيتخذ من تلك الحواس هيكل على صورة الشخص المسحور، ويترصد له وقت مخصوص من المطالع، وتقرن به كلمات يتلفظ بها من الكفر، والفحش المخالف للشرع، ويتوصل بسببها إلى الاستغاثة بالشياطين، ويحصل من مجموع ذلك بحكم إجراء الله العادة أحوال غريبة في الشخص المسحور. هذا؛ والمعتمد: إن تعلمه لدفع الضرر عن نفسه، أو عن غيره، أو اتخذه الشخص ذريعة للاتقاء عن الاغترار بمثله؛ بقي على الإيمان، فلا كفر باعتقاد حقيقته، وجواز العمل به من غير إضرار بأحد.
هذا؛ والعجب (بفتح العين، والجيم): انفعال نفساني، يعتري الإنسان عند استعظامه، أو استطرافه، أو إنكاره ما يرد عليه. وقال الراغب: العجب: حيرة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء، وليس هو شيئا له في ذاته حالة حقيقية، بل هو بحسب الإضافات إلى من يعرف السبب، ومن لا يعرفه. وحقيقة أعجبني كذا: ظهر لي ظهورا لم أعرف سببه. وانظره في حق الله تعالى في أول الشرح. هذا؛ والعجب (بضم العين، وسكون الجيم): رؤية النفس، وحقيقته أن يرى الإنسان نفسه فوق غيره علما، أو ورعا، أو أدبا، أو غير ذلك، ويعتقد أن له منزلة لا يدانيه فيها سواه، وهذا هو الكبر الذي يدخل صاحبه جهنم، وبئس المصير!.
الإعراب:{بَلْ:} حرف انتقال تستأنف بعده الجمل. {عَجِبْتَ:} فعل، وفاعل، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. {وَيَسْخَرُونَ:} الواو: حرف استئناف.
(يسخرون): فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، وقيل: هي في محل نصب حال، وهذا لا يصح إلا بتقدير مبتدأ، أي: وهم يسخرون، وعليه:
فالجملة في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المقدر في المتعلق المحذوف، والرابط: الواو، والضمير. {وَإِذا:} الواو: حرف استئناف.
(إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {ذُكِّرُوا:} فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا)